Sunday, November 11, 2012

الفهرس

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الفهرس

فيما يلى فهرس بعناوين بعض وجهات النظر التى كتبتها فى هذه المدونة .
أرجو الضغط على أحد العناوين التالية ليظهر الموضوع فى نافذة جديدة و ستظل هذه النافذة الخاصة بالفهرس مفتوحة ليمكن العودة إليها لإختيار عنوان آخر .


بالإسلام أم بالديمقراطية ؟
بالإسلام أم بالدولة المدنية ؟


الضلع الأعوج
إلا الفتاكة أعيت من يداويها
عجبت لك يا زمن
المناقرات
آدم و الكمبيوتر
العلم
الربا
كنتم
أين الخير.
سحرة الكنيسة
نشالستان
كل ثورة و أنتم بخير


القرءان متى
فاستتروا
يأهل المحبة
الإخوان هم الحل
وا صليباه
إله غاوى ينهزم
المدفع أصدق أنباءا من الكتب
و التاريخ يؤكد ... و التاريخ يقول
الوحدة الأسفلتية
مصر بعد الجزائر
كنا صغارا
ارحمنى من القصص
التدخين


مشركو مصر


مبسوط يا سيدى


حتى ماذا؟
إسقاط الأنظمة
سحت الشقلطوز
سلامة العالم
أبدا
أبناء الإله
إلا رجلا مسحورا
التفكير و الهجرة
الدعم الليلة
إن هذا إلا إختلاق
جودة المهندسين
خطيئة آدم
محاكم التفتيش
لماذا الشيطان ؟
سنة 2017
الهولوكوست
لا يخطئ
من قبل أن يبرأها
نقل الروح
هدية للمشركين


السلفيون
المهندس و الساحر
بسم الكذا و الكذا و الكذا
ستيفنسون و أوتو و رايت
الهدنة


الفيديو
كانت محجبة
من الصفر
ليس و أنا فيها
لا
الفراش
Their way of life
حرية الرأى
حكمة
السياق
حرق المتميزين

أرجو الضغط على أحد العناوين السابقة ليظهر الموضوع فى نافذة جديدة و ستظل هذه النافذة الخاصة بالفهرس مفتوحة ليمكن العودة إليها لإختيار عنوان آخر .


انشرها جزاك الله خيرا.


يمكن قراءة هذه الرسالة على الشبكة فى أحد العناوين التالية :

http://www.mhasfour.wordpress.com
http://www.mhasfour.blog.com
http://www.moshrekomisr.blogspot.com
http://www.kondalisa.maktoobblog.com

و يمكن تنزيل كل الرسائل كملفات من أحد الروابط التالية :

http://www.megaupload.com/?f=9ETXHET7
http://www.filefactory.com/f/94a6bf757acfefdb



مسلم مصرى
مصطفى حسنين مصطفى عصفور

Wednesday, September 19, 2012

بالإسلام أم بالدولة المدنية ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بالإسلام أم بالديمقراطية ؟

قد يكون هذا الكلام جديدا أو غريبا أو متصادما مع المألوف و لهذا السبب و بنفس القدر أرجوك ( بل أكاد أستحلفك ) أن تقرأه للنهاية فهو هام و يستحق الدقائق العشر .
حتى فى حدود معلوماتى الدينية المحدودة وجدت ذلك الإختراع الغربى المسمى "الديمقراطية" يتعارض أساسيا و مبدئيا و جوهريا مع ديننا و كأنها قد تم تصميمها عن عمد لتكون العكس تماما على طول الخط من كل ما يأمرنا به الدين و كل ما ينهانا عنه بل و حتى كل ما يحثنا عليه و ينفرنا منه فى هذا الصدد .
و أشير فى عجالة إضطرارية إلى بعض جوانب فقط من هذا التعارض الأساسى المبدئى الجوهرى و أبدأ بالقرءان و أكتفى كمجرد مثال واحد ( من كثير ) بالآيات 102-109 من سورة آل عمران التى تدفعنا ( بالأمر المباشر جدا فى الآية 103 و النهى المباشر جدا أيضا فى الآية 105 ) فى الإتجاه الإسلامى لكى نكون وحدة واحدة
( "... جميعا ..." ) تربطنا مرجعيتنا الواحدة و هى ديننا فى مجتمع إسلامى ( "و اعتصموا بحبل الله ..." ) بدلا من أن نتفرق و نختلف داخل المجتمع الواحد !!! ( "و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا ..." ) فلا نكون أبدا فرقا و شيعا و جماعات ( و لا طبعا "أحزابا" !!! ) ثم ( طبعا ) نتصادم و نتدافع ثم نتصارع و نتقاتل ... إلخ بل أن تكون الدنيا سبب خلافنا !!! ناهيك عن التطلع إلى السلطة بالذات و التصارع و التقاتل عليها !!! . و هذا المثال القرءانى ( شديد الوضوح ) يكفى و يزيد و لذلك أكتفى به وأعجب أننا بدلا من أن ننفذ أوامر و نواهى ديننا بهذا الصدد ( و غيره ) سمحنا لمن تفرقوا و اختلفوا من قبل الإسلام بأن يفرضوا هم علينا الحال الذى وصلوا إليه حتى الآن فى ظل الإختلاف و التفرق و يفرضوا علينا ذروة فكر التفرق و الإختلاف كل هذه القرون !!! .
أما فى السنة فيوجد أيضا ( و طبعا ) عدد كبير من أحاديث رسولنا عليه الصلاة و السلام التى تدفعنا ( هى أيضا ) بشكل عام فى عكس إتجاه الديمقراطية مباشرة وعلى طول الخط و أكتفى منها كمجرد مثال واحد بالحديث التالى

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86+%D9%84%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86&xclude=&d%5B1%5D=1

و بمكن بسهولة متناهية ملاحظة الفرق بين حياة فى "بنيان" و حياة أخرى فيها من يتقافزون على بعضهم البعض فى هرم مثلا و كذلك الفرق بين حياة فيها "شد" من الطرفين بين كل إثنين !!! و بين حياة فيها "تحزب" أى تدافع و تصادم و تصارع بل تقاتل خاصة على السلطة ... إلخ . و أكتفى بذلك فالأمر ( عند النظر من جانب الإسلام ) أوضح من أن أخوض فيه .
و نظرا للتشويش و التضليل و التعمية بل و الطمس و التشويه ... إلخ لأقصى قدر فى هذا المضمار ( و لسنوات أصبحت طويلة جدا !!! ) فإننى أبدأ بمحاولة التوضيح ( و لو فى حدود قدراتى الدينية و اللغوية المحدودة ) و أول ما أفعله هو محاولة شرح بعض المفاهيم المتعلقة بكلمة "أمير" من المنظور الإسلامى .

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7+%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D8%B9%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%AD+%D9%84%D9%83%D9%84+%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85+&xclude=°ree_cat0=1

يمكن بسهولة شديدة أن نلاحظ من هذا الحديث أن الأمير هو من يبايعه المسلمون طائعين مختارين بمبادرة من جانبهم بهذه الطريقة المباشرة جدا الواضحة جدا العلنية جدا ( كالعادة فى كل ما يخص الدين ) و هو ما حدث فعلا مع الرسول عليه الصلاة و السلام ثم مع الخلفاء الراشدين و هو طبعا أمر مختلف تماما عن قفز أحد على السلطة بالسيف و قتل الأمير ... إلخ و لا أظن أن من يحكم بطريقة "إنى أرى رؤوسا قد أينعت و حان وقت قطافها ...." يمكن أن يدعى أن هذا هو النموذج الإسلامى !!! أو أن أحدا قد بايعه بالطريقة المشار إليها !!! و يمكن طبعا تفهم أن يتحول الأمر فورا و تظهر فورا طبقة ترى أن دورها فى الحياة هو الحكم !!! ليعيش هؤلاء فى القصور يتفرغون للجوارى و الرقص و المعازف و الغناء و الشعر و الخمر ... إلخ تجرفهم الدنيا و يقاتل بعضهم بعضا عليها و يورثونها لأبنائهم ... إلخ . ثم يأتى زمان كهذا الذى نعيشه لنجد من يسمى تلك الفترات بأنها عصور "إزدهار الإسلام" !!! لمجرد ان مساحة الأرض التى كان يسيطر عليها هؤلاء كانت كبيرة !!! . أما فى عصورنا الحالية فإن الأمر فيما يخص المفهوم الإسلامى للإمارة يختلف تماما ( طبعا ) عمن يستغل إضطرابات أو قلاقل ليقفز على السلطة و\أو يدعى أنه قد قام "بثورة" و\أو أن الشعب هو الذى قد أتى به ... إلخ أو من يمكنه تحريك أعداد من الغوغاء الدهماء ليهتفوا له بالشعار الخالد "بالروح بالدم نفديك يارئيسنا الحالى" و لا طبعا من يدعون أن الصناديق إياها قد أتت بهم بناءا على رغبة الأغلبية ( و كلنا نعرف و نفهم و ليس المقام ) ... إلخ و لا ( طبعا ) من يحكم من داخل الدبابة بعد أن دهس بها الشعب المدنيين العزل ... إلخ .
و طبعا فإن كلمة "خليفة" من المنظور الإسلامى تعنى من إتفق كل المسلمين على مبايعته و ليس ( طبعا ) ( طبعا ) هؤلاء الذين ينفرد كل منهم ( بطريقة أو بأخرى ) ببعض المسلمين فى واحدة من قطع الأرض التى قسمها الإستعمار قبل رحيله ليكون حالهم كما عرفناه و خبرناه كلنا منذ ذلك الحين و إلى ما شاء الله و وصل بهم الحال لأن أصبحوا غير قادرين و لا حتى على مجرد أن يتواجدوا معا مرة كل عدة سنوات فى نفس القاعة لساعات قليلة يصدرون بعدها بيانا أكثر تخاذلا من سابقه.
و رغم أن الأمر واضح كل الوضوح إلا أننى أبرزه أكثر و هو أن تولى الحكم فى الإسلام و الإمارة و المبايعة ... إلخ هو بالدين ( كأمور أخرى كثيرة منها الزواج بل و حتى الطلاق مثلا ) و هو جزء لا يتجزأ من الدين علمه لنا ( هو أيضا ) رسولنا عليه الصلاة و السلام و ليس أبدا مجرد إختراع أو مجرد فكرة أتى بها أحد ( أو حتى لا نعرف من إبتدعها ؟!!! ) يحتمل أن نطبقها أو ننصرف عنها إلى أفكار أو إختراعات أخرى نراها أفضل فى وقته و حينه لحين الإنصراف عنها هى أيضا إلى غيرها ... إلخ أو لحين أن يفرض الغرب علينا التى تليها و أسوأ منها !!! .
و أيضا فإن المبايعة بالدين تعنى أن تسرى المرجعية الواحدة التى لا تتغير و لا تتبدل ( و هى القرءان و السنة ) على الطرفين على حد سواء لا تعطى للأمير أى تميز و لا أى أفضلية و لا أى إستثناء بأى شكل كان بل فقط ما إتفق عليه الطرفان بالتراضى فى المبايعة .
بل و نرى من الحديث التالى أن الأمر محدد كل التحديد

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%85%D8%A7+%D9%84%D9%85+%D9%8A%D8%A4%D9%85%D8%B1+%D8%A8%D9%85%D8%B9%D8%B5%D9%8A%D8%A9+&xclude=°ree_cat0=1

فلا تزال كل الأمور تنسب إلى المرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير و ليست أبدا متروكة لأهواء الحاكم . بل و إن البديل ( الوحيد ) للسمع و الطاعة فى الحالة الطبيعية هو أقصى التطرف فى الإتجاه المعاكس فليس فقط "لا طاعة" بل و حتى لا نسمعه من الأساس و بالتالى تنحل تماما و تلقائيا و بأسهل طريقة ما أظنها واحدة من أكبر المشاكل المزمنة المتكررة التى واجهت البشرية فى تاريخها الطويل و من أكثرها إيلاما و تكلفة على الإطلاق . و هو أمر غير مستغرب بأى حال بالنظر إلى أن المرجعية السارية على الطرفين هى الإسلام و هذا ليس فقط يجعل الأمور دائما تلقائية و سهلة بدرجة غير عادية ( فى الحالتين ) بل و أيضا بالطريقة المعتادة فى الإسلام و هى الأبيض و الأسود فقط دون أى رمادى و هو ما يقتل تماما أى إحتمالات للمساومة أو "الفصال" من الأساس و من حيث المبدأ فى العلاقة بين المسلمين و من بايعوه و يلغى أى إحتمالات لأى مواقف مائعة من أى جانب أو أى حلول وسط ( فى الدين !!! ) و يقتل أيضا أى ضغوط يمكن أن توجد من أى طرف تجاه الطرف الآخر فى هذه العلاقة الحساسة و يقطع الطريق تماما أمام أى محاولات للتفريق أو التشتيت أو إختلاق "جماعات" أو "أحزاب" ... إلخ داخل المجتمع المسلم بأى مبررات كانت فيصعب ( و الحال كذلك ) أن نتخيل أن ينقسموا أو يتفرقوا أو يتحزبوا لأى سبب ناهيك طبعا عن أن يكون السبب من "التوافه" من قبيل مبدأ إقتصادى !!! أو مبدأ إجتماعى !!! أو أفكار سياسية !!! ... إلخ . بينما هناك فى دنيانا هذه من التعساء من يتحزبون ثم يتناحرون و يتقاتلون حتى من أجل مجرد ما يسمونه "مؤشرات إقتصادية" علمنا حقيقتها ( حتى نحن المسلمون !!! ) و كيف يلونها كل حاكم لتصبح زاهية براقة ( و أتحدى أن هناك من لم يفعل !!! حتى فى حالة الكوارث فإنه دائما يدعى أنه قد أنقذهم من كوارث أكبر !!! ) ... إلخ .
و يمكننى أيضا أن ألاحظ سهولة تطبيق هذا الحديث ( و غيره طبعا ) ( بشقيه بنفس درجة السهولة ) بالنسبة لجماعة المسلمين ليس فقط من منطلق أنهم كتلة واحدة تحكمهم مرجعية واحدة لا تتبدل و لا تتغير بل و حتى لو تجاوزنا و نظرنا إليهم على المستوى الفردى فقط فإن توفر المرجعية الواحدة الثابتة كاملة لدى كل مسلم على حده طول الوقت يلغى إحتمال أن ينشع الخطأ فى المجتمع من أعلى لأسفل و أيضا يجعلهم ليسوا مجبرين على البديل الصعب جدا و المكلف جدا المفروض على غيرهم و المسمى "ثورة" بل إن حتى أسبابها و دوافعها ليست موجودة أساسا .
و واضح تماما و لأقصى حد أن هذا المجتمع الإسلامى يسير نحو أهدافه دون أى "معارضة" للسلطة !!! بل دون حتى وجود هذا المبدأ من الأساس !!! فهناك ( قبل المبايعة و بعدها ) الحوار و النقاش الدائم المستمر بين الجميع ( بالطريقة الواضحة جدا فى الآيات السابق الإشارة إليها كمجرد مثال واحد و فى الحديث الأول كمجرد مثال واحد أيضا و ليس العكس أبدا ) و لذلك إسم فى الإسلام هو "الشورى" ثم فى النهاية قرار الأمير مع السمع و الطاعة الجماعية بلا إستثناء ( أو البديل الجماعى الوحيد بلا إستثناء ) بناءا على المرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير و التى تسرى على الجميع على سواء و المتاحة للجميع طول الوقت ... إلخ أى أن القرار تسبقة مرحلة "صناعة إسلامية" تبدأ من القاعدة العريضة و من أسفل إلى أعلى و بهدف الإتفاق و النصح للأمير و ليس أبدا الإختلاف و "معارضة" الأمير .
و أترك للقارئ تخيل مجتمع كهذا يتحرك لتحقيق أهدافه الجماعية الواضحة ( تمام الوضوح أصلا نتيجة وجود المرجعية ) بالطرق الواضحة ( تمام الوضوح أصلا أيضا لنفس السبب ) دون تلك الفئة ( التى أصبحت معتادة !!! حتى فى مجتمع المسلمين !!! ) و التى كل همها الوحيد و الدائم هو محاولة إزاحة الحاكم و القفز على السلطة عن طريق دفع أكبر قدر ممكن من المجتمع فى عكس الإتجاه !!! طول الوقت !!! و محاولة إثبات أن الحاكم على خطأ و هم الذين على صواب !!! بأى طريقة !!! و فى كل شيئ !!! ... إلخ .
و بالتالى فإن هذا المجتمع الإسلامى يكون سجنا شديد الإيلام بل كالسكين مزدوجة الحد ضد المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض حيث إما السمع و الطاعة ( من الجميع ) ( لتسير الأمور على أفضل وجه ممكن ) أو لا سمع و لا طاعة ( من الجميع ) ( لتظل الأمور تسير على أفضل وجه ممكن ) قياسا على المرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير و السارية على الجميع على حد سواء و التى بناءا عليها قلنا عبارة "أفضل وضع ممكن" فى الحالتين .
أرجو قراءة وجهة نظر بعنوان "لا" لاحقا ضمن هذه الصفحة .
و يمكن طبعا أن نرى مجتمعا إسلاميا يسير بهذه الطريقة و قد تفرغ الجميع لهدفهم الأساسى فى هذه الدنيا و هو أن ينجحوا فى الإختبار الذى وضعهم الله فيه فى الدنيا لينالوا الدرجات فى الجنة ( و ليس أن يحققوا "مؤشرات إقتصادية" يقال لهم أنها "أفضل" !!! )
بل و حتى بأبسط منطق و من حيث المبدأ فإننى يصعب أن أبايع أحدا لدرجة السمع !!! و الطاعة !!! مقابل أن يحقق لى بعض "مؤشرات إقتصادية" أقنعنى أنها أفضل مثلا !!! .

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9+%D8%B4%D8%A8%D8%B1%D8%A7+&xclude=°ree_cat0=1

و نرى هنا التوازن فى تبعات المبايعة فكما تقيد المرجعية الأمير فلا يأمر إلا بالمعروف فإنها تقيد المحكومين بالسمع و الطاعة فى هذه الحالة لأن الأمير قد يرى من موقعه ما ليس بالضرورة يراه كل من بايعه و كذلك قد يرى أحد أو يرى البعض خلاف ما يراه سائر المسلمين فيجب عليه ألا يتسرع بالخروج منفردا على الأمير و يهلك نفسه ( بالمفهوم الإسلامى للهلاك و هو الخروج عن الجماعة و ليس أبدا أن يقطع الأمير رقبته فلم أجد فى الإسلام شيئا كهذا ) و فى جميع الأحوال فقد نال المسلم جائزة الصبر ( و لم يخسر شيئا !!! ) طالما أنه لا يقيس علاقته بمن بايعه بمقاييس الدنيا فقط . و فقط ألفت النظر إلى أنه حتى فى هذه الحالة ( خروج المحكوم عن الحاكم بعد المبايعة ) فإننا لم نر العاقبة إلا قياسا على المرجعية فقط و ليس بأى حال قياسا على الأمير . بل و حتى فى الحالة القصوى ( الرسول عليه الصلاة و السلام ذاته ) فإننا نرى نفس المنطق فى الآيتين 21-22 من سورة الغاشية ثم نرى العاقبة فى الآيات التالية منسوبة إلى مرجعية الإله ذاته و ليس حتى إلى الرسول عليه الصلاة و السلام .
و أكرر أن المرجعية كما أنها قد قيدت الأمير فلا يأمر بمعصية فإنها قد قيدت باقى المسلمين فلا سمع و لا طاعة فى معصية أبدا و هو أصلا مبدأ إسلامى معروف و لكنى أختصر مضطرا .
و يمكن أن أعقد هنا مقارنة بسيطة جدا و أوضح من الوضوح بين الحياة بهذه الطريقة ( طريقة المرجعية ) و بين ما يعيشه الآخرون فيما إخترعوه لأنفسهم ناهيك عن "المختلف تماما" ( بل المعكوس على طول الخط !!! ) الذى فرضوه علينا بإستماتة فى كل هذه السنوات السوداء الطويلة جدا . و نبدأ بالفرق بين المرجعية الواحدة السارية طول الوقت على الجميع و بين ما عرفناه جميعا من التلون و التقلب فى وعود المرشحين و أكاذيبهم بمجرد وصولهم للسلطة بل و حتى بمجرد إنتقالهم من حزب لحزب بل و حتى بمجرد التغير الطبيعى فى الظروف و عامل الزمن ... إلخ . بل و الأمر نفسه بالنسبة للأحزاب ذاتها أساسا بينما يدعى كل منهم ( فى نفس الوقت !!! ) أنه هو الذى يمثل الشعب !!! و أنه هو الذى يريده الشعب !!! .... إلخ لأن الأمر كله يجرى بدون أى مرجعية كانت !!! و يضطر التعساء ( حتى فى حالات الثورات أى التى تأتى من أسفل إلى أعلى ) إلى إختلاق أى مرجعية مصطنعة ( لجنة قانونجية مثلا !!! ) يدعون أنها تمثل الشعب !!! ( رغم أنها من أعلى لأسفل ....... عكس إتجاه الثورة !!! ) لتقوم بإختلاق مرجعية أخرى ( مصطنعة أيضا !!! و فى الإتجاه الطاغوتى العكسى أيضا طبعا ) يسمونها "المبادئ" أو "الأسس" أو "الدستور" أو "القواعد" أو "البرنامج" أو "الميثاق" أو "الورقة" ( و الأسماء من هذا النوع لا تنتهى ) يدعون مرة أخرى أنها هى أيضا ما يريده الشعب !!! و ربما قاموا بعمل "إست فثاء" عليها مثلا ( غالبا -طبعا- بطريقة "نعم" أو "لا" للموضوع كله !!!!! بعد الإنتهاء منه !!!!! ) ليضفوا عليها الشرعية المزعومة ثم يبدأوا فورا بإستخدامها فى تكوين المرجعية المختلقة المصطنعة التالية ( و الطاغوتية بدرجة أكبر ) و منها يصنعون القوانين الطاغوتية المعتادة لتدور العجلة الجهنمية التى تتيح لهم البقاء فى السلطة ...إلخ . ( و أخص بالذكر القوانين -الغبية السخيفة دائما لدرجة الإضحاك !!!- الخاصة "بحماية النظام" و "تأمين الدولة" ... إلخ أى التى تضمن إستمرارية الفرض من أعلى لأسفل و تسحق -بإستباق مفهوم- أى محاولات إصلاح أو خلاص قد تأتى فى الإتجاه الطبيعى التلقائى من أسفل لأعلى لحين أن يمكن للشعب الفكاك من الطاغوت الجديد هو الآخر بعد فترة خراب و ظلم أخرى طالت أم قصرت و بنفس الطريقة الوحيدة المكلفة جدا المفروضة عليهم المسماة "ثورة" !!! ) . بل ( و كثيرا ) وصل الأمر إلى مجرد إستخدام مبدأ سياسى أو إجتماعى أو نظرية إقتصادية مثلا كمرجعية للحكم !!! بل و إستورد البعض للمسلمين شيئا من هذا من خلاصة فكر الكفر و الصليب هنا و هناك ليفرضه عليهم بل و كانت مرجعية الحكم فى بعض الأحيان مجرد شعارات فارغة من أى مضمون جعلوها مرجعيتهم !!! بل و لجأ البعض لإستخدام حتى مجرد أسماء بعض الحكام السابقين كمرجعية !!! . بل و رأينا ( و عشنا ) نظم حكم بأكملها كل مرجعيتها هى كلمات يقولها من حين لآخر موظف فى بنك إسمه "البنك الدولى" أو صندوق النقد أو تقرير كتبه موظف فى وزارة خارجية هذا البلد أو ذاك ... أو ما هو أسوأ . بل و رأينا نظم حكم كل مرجعيتها كانت مجرد وعود كاذبة ببعض حلول سطحية جزئية لبعض قليل من آثار المشاكل الكثيرة جدا الكبيرة جدا التى إما أوجدوها هم أو تفاقمت جدا فى عهودهم السوداء الطويييييييلة . و يمكن طبعا تفهم أن يركز هؤلاء على ما يسمونه "إصلاحات" سياسية أو إقتصادية قياسا على المرجعية المختلقة من قبيل "المؤشرات الإقتصادية" ... إلخ و أن يحاولوا جهد طاقتهم حصر إهتمام الناس بهذه المرجعيات التافهة ( التى يمكنهم طبعا التلاعب فيها بكل الطرق و التى يمكن أن يدخل بها إبليس ذاته الجنة ) و التى تصرف نظر الناس عن مشاكلهم الحقيقية التى عادة ما تزداد سوءا و تتفاقم بلا حدود و تدفعهم للمزيد و المزيد من التكالب على الدنيا و التقاتل عليها ... إلخ و تنسيهم أهدافهم الحقيقية التى غالبا ما تكون تلك "المؤشرات" ليس لها أى علاقة واضحة بها !!! و الأهم من ذلك تصرفهم عن المرجعية الحقيقية التى كان يجب أن يقيسوا أنفسهم عليها هم و الحكام لأنها هى التى سيحاسبهم الإله بناءا عليها فى النهاية ( و ليس -طبعا- "المؤشرات الإقتصادية" ) .
و ياليت هذه الأنظمة قد حققت لشعوبها أى شيئ سوى النهب الفاجر و الخراب الكامل و الدمار الشامل حتى بالمقاييس التى إختاروها هم لأنفسهم و التى لم تعد تمثل أحدا سوى جيوب و كروش تلك القلة الذين "نسوا الله فأنساهم أنفسهم" و بالتالى ( و طبعا ) "نسوا شعوبهم" و لم تعد لهم أى علاقة تذكر بتلك الشعوب ( بل و أصبحوا يرون صراخ الشعوب من الألم عاملا معوقا !!! ) ... إلخ و للأسف الشديد جروا معهم لهذا المصير نسبة من الشعب لنلف و ندور حول بعضنا البعض ( ربما حتى دون أن ندرك ذلك !!! ) و نتبع المبادئ الغربية من قبيل "الغاية تبرر الوسيلة" لينتهى بنا الأمر جميعا فى جهنم !!! و لننصاع أكثر و أكثر تدريجيا لأوامر الغرب بشأن المزيد من "العلمانية" و "الليبرالية" و "الحداثة" ... إلى آخر تلك المصطلحات المرنة المطاطة اللزجة التى تبدأ أى محاولة لتعريفها من نفس النقطة دائما !!! و هى السير عكس إتجاه الدين بدون مرجعية !!! لحين أن نفقد تلك المرجعية بالذات تماما و يسهل بعد ذلك التعامل معنا بطرق شتى . بدلا من أن نكون كلنا فى الآية التى قبلها مباشرة فى سورة الحشر عيوننا ( كلنا ) ( طول الوقت ) على المرجعية و بالتالى نرى المبادئ و القواعد و الأسس الصحيحة السليمة و نعرف المنطلقات و نقاط البداية الملائمة و لا يمكن لأحد أن يعمينا عن أهدافنا أو يجعلنا نزيغ عنها أو يتلاعب لنا فيها ... إلخ و كذلك نكون كلنا متفقين دائما ( و مسبقا !!! ) ليس فقط على الخطط التى سنتحرك بناءا عليها بل و حتى على السبل و الطرق و الوسائل التى نتحرك بها لتنفيذ الخطط و تحقيق أهدافنا و أيضا ( و نظرا لوجود المرجعية ) يمكننا طول الوقت قياس حركتنا و تقييم أدائنا ( حكاما و محكومين ) و بالتالى تلافى أى أخطاء و إن حدث أى خطأ يمكن رؤيته بسرعة و تصحيحه أيضا بسرعة .
أما الحديث التالى فقد أضفته لأنه يوضح أن حتى "الصبر على الأمير" ليس مطلقا بل له ( هو أيضا ) حدوده ( الواضحة القاطعة كالعادة ) و أيضا لا يزال بناءا على نفس المرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير و قياسا عليها و ليس على الأمير .

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%85%D8%A7+%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%A7+%D9%81%D9%8A%D9%83%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9&xclude=°ree_cat0=1

و الحديث ( كالباقى كله ) واضح كل الوضوح و لذلك أكتفى بالإشارة إلى أن عبارة "أقاموا الصلاة" تختلف تماما عن "صلوا معكم" أو "تركوكم تصلوا" أو "لم يمنعوكم من الصلاة" ... إلخ ( بل أقاموها هم ) و كذلك أشير إلى كلمة "فيكم" و هى تعنى الكثير و تذكرنا ( طبعا ) بالخلفاء الراشدين الذين كان الواحد منهم يصلى بالمسلمين الصلوات كلها إماما . و طبعا أتذكر الشقلطوز الحاكم فى مصر الذى أغلق ما يزيد عن ثلاثة آلاف مسجد ( إن كان هناك خطا فى الرقم فلأنه أقل من الرقم النهائى ) و كان يظهر لنا فى صورة فى الجرائد فى العيد و قد وقفوا كأنهم يصلون فى صف هو الأول ( و الأخير !!! ) و ظهرهم للحائط فى لا-مكان و لا-زمان و لا نكاد نلحظ فرقا بين كل صورة و التى بعدها بسنة ... إلخ .
و يمكن أن نلحظ الفرق فى أوامر الدين ( أى ما تفرضه المرجعية ) فيما يخص المحكومين بعد المبايعة بين حالة أن يأمر الأمير بمعصية ( فلا طاعة و لا حتى سمع ) و بين حالة أن يرتكب الأمير وحده ما يراه أو يظنه أحد المحكومين معصية دون أن يأمر الأمير بها أحدا حيث يجب على المحكوم ليس فقط ألا يقلده أو يتخذه مثلا يحتذى بل أيضا أن ينكرها و لكن دون الخروج منفردا على الأمير و بالتالى يتحقق أمران فى الوقت نفسه : عدم التفرق و الإختلاف و أيضا تظل المشكلة محصورة فى شخص واحد و لا تنشع فى المجتمع المسلم فى الإتجاه التلقائى من أعلى لأسفل . و هذا المنطق الإسلامى فى التعامل مع هذه الحالة ( الفردية ) أراه منطقيا جدا ليس فقط لأننا لكى نعثر على أمير "لا يخطئ" !!! فإننا سنضطر للإستعارة أو الإقتراض من غيرنا و لكن أيضا لأن ذلك المحكوم ( ربما يكون ) هو الذى قد أخطأ بأن بايع ذلك الآخر . و طبعا ( طبعا ) يعالج المجتمع هذه المشكلة ( الفردية ) التى يعانى منها الأمير كما يعالجها بالنسبة لأى مسلم آخر و يمكن كمجرد مثال واحد إعادة النظر إلى الطريقة التى شرعها الإله للمسلمين فى الآية 104 من السياق السابق الإشارة إليه من سورة آل عمران ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ) بدلا من البديل فى الآية التى بعدها مباشرة .
و غنى عن التوضيح طبعا أن الإسلام عموما ( ككل الرسالات السابقة بل أكثر منها بالضرورة ) ينفر من الجرى وراء الدنيا و من ضمن ذلك السعى للسلطة و التعلق بها ... إلخ بشكل عام بل هو أيضا يفعل ذلك بشكل محدد فى حالتنا هذه و يخص السلطة فى حد ذاتها بالتحذيرات الإضافية المشددة كما فى الحديث التالى

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%86+%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9+&xclude=°ree_cat0=1

و طبعا غنى عن التوضيح أن هذا هو العكس تماما من ذلك الشيئ المسمى "الديمقراطية" المبنى من الأساس على فكرة "المرشح" أى المتطلع للسلطة الطامع فيها المتكالب عليها ... إلخ من الأساس و من حيث المبدأ و من قبل أن يبدأ !!! . ثم يستغل الناخبين لكى يوصلوه إلى مبتغاه رغم ما يأمرهم به دينهم و ما نهاهم عنه رسولهم ... إلخ و يحاول بشتى الطرق ( التى عرفنا منها الكثير فى سنوات الديمقراطية السوداء الطويلة ) و أشهرها إدعاء أنه ( دونا عن كل من سبقوه و كذبوا !!! و كل من سيكذبون بعده !!! ) هو الذى سيصلح بعد أن يصبح جزءا من "الشقلطوز" القائم و باقى القصة معروف طبعا بل و متكرر بشكل نمطى يكاد لا يشذ عنه واحد !!! .
أما الحديث التالى فيزيد الأمر وضوحا فى المقارنة ( بل المقابلة !!! ) بين الإسلام و الديمقراطية

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%84%D8%A7+%D9%86%D9%88%D9%84%D9%89+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D9%85%D9%86+%D8%B3%D8%A3%D9%84%D9%87+&xclude=°ree_cat0=1

فى حين أن الديمقراطية مبنية أساسا على من سألوا الإمارة و حرصوا عليها ( بل و فعلوا أكثر من ذلك بكثير ) أى من كان يجب ( على وجه التحديد و الدقة ) إستبعادهم من هذا الأمر على أقل تقدير !!! و ليس أبدا ضمهم إلى أمثالهم و تكويم المزيد منهم فى الطبقة التى تخلقها الديمقراطية و كل همها هو محاولة إزاحة الآخرين عن السلطة ثم محاولة الوصول إليها ثم محاولة الإحتفاظ بها ثم محاولة الإستئثار بها ...... ثم محاولة توريثها ... إلخ مع الإستمرار دون هوادة طول الوقت ( طبعا ) فى الدق على رؤوس كل باقى المتطلعين الطامعين الذين إقتربوا لكن لم يصلوا بعد ... إلخ ( إسمهم الديمقراطى هو "المعارضة" ) بالترافق مع الإستباق الدائم و التدمير المستمر و الوأد التام ( طبعا ) لأى إمكانية لظهور أى محاولات إصلاح حقيقى للنظام أو الخلاص من هذه "الشقلطة" المكلفة جدا ( و يفعلون ذلك بأقصى درجات البطش الإجرامى بمبررات قوية جدا و "مشروعة" تماما و هو أن تلك المحاولات - طبعا - ليست ديمقراطية !!! ) بالإضافة ( طبعا ) إلى التزاوج ( السريع جدا ) بين السلطة و المال و هو ما قرأنا عنه كثيرا فى التاريخ ثم عشناه ( طويلا جدا !!! بالنظر لأننا مسلمون ) و باقى كل الكوارث الحتمية لهذه الطبقة التعسة .
أما الحديث التالى فيزيد الأمر وضوحا !!! هل هناك أوضح من هذا أصلا ؟!!! نعم . يوجد . ها هو

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%84%D8%A7+%D8%AA%D8%B3%D8%A3%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9+&xclude=°ree_cat0=1

هل أنا بأى حاجة حتى لمجرد الإشارة إلى الفرق بين "أعنت عليها" و بين "وكلت إليها" ؟ . هذا هو بالضبط الفرق بين الإسلام و بين الديمقراطية . ليس على مستوى فرد واحد بل طبقة كاملة . و ليست أى طبقة بل الطبقة الحاكمة أى ما يفترض أنها "الرأس" و تكوم الديمقراطية المزيد و المزيد من هذا النوع فيها ( بدلا من طبقة من النوع العكسى تماما !!! ) . ليس هذا و حسب بل و تجعل الديمقراطية الرافد الوحيد طول الوقت لهذه الطبقة هو المزيد من نفس النوع "الموكولين إليها" من الأساس و من البداية و من حيث المبدأ بغض النظر عن أى فروق إجرائية فى العملية الإنتخابية و لا أظن أننى بأى حاجة لشرح التأثير التراكمى لذلك . و يمكن طبعا الإكتفاء بالتأمل فى الكوارث التى وضعها الإستعمار الصليبى فوق المسلمين هنا و هناك قبل أن يرحل لنتعظ و نعتبر .
و أضيف ملاحظة بسيطة و هى أن العاقبة الوخيمة التى يحذر منها هذا الحديث كانت لمن سأل الإمارة فقط !!! ( سألها فقط !!! و لم يفعل أى شيئ أكثر من ذلك !!! ) بل و سألها من الرسول عليه الصلاة و السلام الذى كان ليس فقط القائد بلا منازع و مصدر الدين أساسا و ليس أيضا فقط من تأمرنا آيات القرءان بطاعته ( المطلقة ) بل و كان أيضا قد بايعه المسلمون يدا بيد واحدا بواحد على السمع و الطاعة ... إلخ أى أنه أيضا سألها من قمة الشرعية فى تاريخ الأرض !!! و رغم ذلك أنذره الرسول عليه الصلاة و السلام بتلك العاقبة التعسة حتى فى هذه الحالة !!! فما بالنا بمن تحزبوا !!! و تصارعوا !!! لهذا الهدف !!! بل و لا يمكن أن يصلوا إلا بالطعن فيمن سبقوهم ( أى "الشرعية" القائمة ) لحين إزاحتهم !!! ... إلخ . إنها حياة مختلفة تماما بل العكس على طول الخط . و طبعا يصعب فى ضوء هذا الحديث حتى مجرد أن نتخيل حال من يحكم بإنقلاب عسكرى أو تزوير الإنتخابات ... إلخ .
و لا أظن أننى بحاجة لأن أكتب الكثير عمن أنعم الله عليهم بمرجعية تبدو مصممة ببراعة فائقة لكى تحجم الإختلافات بدرجة غير عادية و تحصرها فى "التوافه" التى يسهل جدا الإتفاق بشأنها و كذلك تكبح و تهذب "سلوكيات الإختلاف" بطريقة فريدة بل و تجبرهم على أن يظلوا طول الوقت فى حالة "الإتفاق المبصر الرشيد" . و صدق الله العظيم
"لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ..." .
و أكتفى فى هذا المضمار بأن أشير إلى أن كل أوامر الإله للمؤمنين فى القرءان هى ( حصريا ) بصيغة الجمع فقط و ليس هناك و لا حتى أمر واحد بصيغة المفرد و لا حتى بصيغة من قبيل "يا كل مؤمن" بل فقط "يأيها الذين آمنوا" بالجمع كوحدة واحدة لا تتجزأ ( ناهيك عن أن تتحزب !!! ) أى بمسئولية جماعية مشتركة عن التنفيذ بينما سيحاسب الإله كل منا على حده على ما فعله ( منفردا و ضمن المجموع ) لنرى جميعا أن الإسلام هو قمة المسئولية على المستويين الفردى و الجماعى . و حتى فى الإتجاه العكسى أيضا فإننا ضمن ما نقرأه من القرءان فى صلواتنا الخمس كل يوم على الأقل سبعة عشر مرة يطلب كل منا من الإله بصيغة
"اهدنا الصراط المستقيم" ( كلنا بالجمع ) و لا يقول أحد "اهدنى" حتى و نحن نقولها معا واقفين صفوفا فى صلاة الجماعة .
هذا طبعا بالإضافة إلى أن هذه المرجعية ( التى وضعت "قطرات" منها فى هذه الرسالة ) تجعل منصب الأمير ( أو حتى "الخليفة" ) ليس مطمعا على الإطلاق و أيضا تجعل حجم المسئولية ( الرهيبة ) فيه لا يتناسب بأى حال مع أى مزايا قليلة جدا ( لا أعرفها !!! ) و هذا ما كان الأمر عليه فعلا فى فترة الخلفاء الراشدين .
و أضيف إشارة سريعة إلى ما هو واضح كل الوضوح أصلا و هو أن حتى أعقد الأمور و أكثرها إثارة للمشاكل و الصدامات ( إن لم يكن لشيئ فلإرتباطها المباشر بالإختلاف الفطرى بين الناس و بالنوازع الفطرية السيئة لديهم ... إلخ ) قد جعلها الإسلام فى منتهى السلاسة و الوضوح و جعل علاقة الحاكم بالمحكومين فى منتهى البساطة التلقائية المعجزة التى يفهمها تماما ( بكل جوانبها ) حتى أبسط بسيط و يصعب أن يختلف بشأنها إثنان ... إلخ و هو ( طبعا ) ما يصعب مقارنته مع أى شيئ آخر لأتذكر ( كمجرد مثال ) أننى صادفنى مرة محاولة لشرح طريقة إحتساب أصوات الولايات المختلفة فى أحد أنواع الإنتخابات الأمريكية و لم أفهم الكثير !!! ( أعترف أننى لم أحاول كثيرا فالأمر لا يخصنى لكنه مجرد مثال ) .
كان هذا بمحاولة النظر المتعجل فقط فى بعض لمحات من جانب الدين ( أى الإسلام ) و أكتفى بهذا القدر لأشهد أن رسولنا عليه الصلاة و السلام قد بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمة منذ أربعة عشر قرنا ( و ثلث ) و لو كره الكافرون .
و فى الوقت نفسه فإننى أجد العذر الكبير للمفكرين فى الغرب و هم يحاولون الفكاك من قبضة طاغوت الكنيسة ( التى فرضت نفسها على الخلق من أعلى لأسفل و التى لا يبايعها أحد -طبعا- بل و حتى لا ينتخبها أحد !!! ) و الجاثمة عليهم منذ ظلمات العصور الوسطى أو يحاولون على الأقل التعايش معها فيخترعون أمورا من قبيل العلمانية و الليبرالية .......... و الديمقراطية . و لكن هل لا يزال الغرب الصليبى بعد كل هذه القرون و بعد ثورة المعلومات و الإتصالات يجهل الإسلام لهذه الدرجة فيحاول ( بل و يستميت لهذه الدرجة !!! ) فى محاولة فرض أفكاره و مفاهيمه و إتجاهاته هذه على المسلمين ؟!!! أم أنهم يعلمون الإسلام جيدا ( جدا ) و هذا هو ( على وجه التحديد و الدقة ) السبب فى أنهم يحاولون ( و يستميتون لهذه الدرجة !!! ) فى محاولة فرض هذه الأمور بالذات علينا ؟!!! .
بقى أن أشير إلى أن الغرب يستخدم مصطلح "الدولة الدينية" للتنفير و التخويف ( بالترافق طبعا مع التهديد و الوعيد بالطرق المعتادة ) و لفرض العكس الذى يدعى أنه البديل الوحيد و هو "الدولة المدنية" و "العلمانية" و "الليبرالية" ... إلى آخر ذلك السطر الشهير . و أنا أتفق معهم تماما فى الحرب ضد المعنى الأصلى لهذا المصطلح فى إطار حياتهم هم و ما فعلته و تفعله الكنائس و ليس لذلك بأى حال أى علاقة بالإسلام و المسلمين فنحن ليس لدينا أى مخاوف من هذا القبيل ( يمكن إستخدامها لدفعنا فى الإتجاه المعاكس ) نظرا لعدم وجود أى إحتمال لوجود أى شيئ من هذا القبيل فى جانب الإسلام ( فليس هناك فى الإسلام كنيسة أصلا !!! ) و أظن أن الأمر واضح تماما حتى من مجرد قطرات المرجعية التى أشرت إليها فى هذه الرسالة بل و حتى أضيف أنه ليس هناك مكان أصلا فى الإسلام لمصطلحات أخرى فى الطريق لمصطلح "الدولة الدينية" من قبيل مصطلح "رجال الدين" مثلا ( فماذا إذن عن باقى المسلمين ؟!!! نساء الدين ؟!!! ) . أكرر أنه ليس فى الإسلام كنيسة أصلا و إنما لدينا فقط علماء نحترم و نوقر و نبجل منهم من يستحق ذلك . أما إذا أصر أحد على التمادى و الإستمرار فى محاولة إلصاق مثل هذه المصطلحات بالإسلام و المسلمين لمجرد المبايعة بالطريقة الإسلامية فإننى يسعدنى حقا أن أؤلمه أكثر بالقول بأننا إذن فى "دولة دينية" حتى بدون المبايعة نظرا لأننا لا نزال نتزوج كلنا تقريبا بالدين .
أظن أنه حتى رغم كل هذا سيظل الغرب يستخدم مصطلح "الدولة الدينية" ( ضمن باقى المصطلحات إياها ) ضد الإسلام و المسلمين إذا حدث مثلا و كان من بايعوه ( أو حتى "إنتخبوه" !!! ) يصلى و يصوم و يزكى مثلا !!! ناهيك عن أن يكون فقيها فى المرجعية . الأمر واضح كل الوضوح . الوصفة الغربية الصليبية تستلزم "الحاكم الكافر" و "نظام حكم الكفر" حتى يكون للكنيسة أى معنى من أساسه و أى مبرر بأى حال لحين أن ينجحوا فى السيطرة الكاملة عليه ليقنعوه هو أيضا أن "يكفر عن خطاياه و آثامه" فيعطيهم كل أمواله و يسوق المتاعيس ليرتكبوا المزيد من المذابح و المجازر ضد المسلمين المدنيين العزل ... إلخ ليحصل على "صك الغفران" لتتكرر اللعبة بحذافيرها مع التالى .
و بالتالى و لإنهاء الأمر بسهولة أكثر أضيف أننا حتى و إن سلمنا ( لمجرد الجدل ) أننا عندما "ننتخب" من يصلى و يصوم أو حتى "نبايع" أميرا للمؤمنين فإننا نصبح فى "دولة دينية" !!! فلابد من أن نوضح أن هذه "دولة دينية إسلامية" تختلف تمام الإختلاف ( و لا تكاد تتفق حتى فى شيئ واحد !!! ) مع "الدولة الدينية المسيحية" التى تنصب عليها ( وحدها ) العبارة الأصلية . و أننا كمسلمين لا نكره دولتنا الدينية و لا نخاف منها و لا نقبل أن يفرض علينا أحد شيئا لمجرد الفرار منها .. إلخ كما هو الحال مع "الآخرين" بل على العكس تماما فإنها هى فى حد ذاتها ما نريده و ما نسعى لتحقيقه و ما هدم "الآخرون" بقاياه لنا و منعونا من إعادة البناء ... إلخ . و أيضا فإنه إن كان البعض يرى أن نقيض "الدولة الدينية المسيحية" او المهرب منها ... إلخ هو الديمقراطية و العلمانية و الليبرالية ... إلخ فإن نقيض "الدولة الدينية الإسلامية" و المهرب الوحيد منها إسمه الكفر و الشرك و أظن أننى يمكننى إنهاء الجملة عند هذا الحد .
و يمكن أن نلحظ أن حتى الكلمات التى بستخدمونها ضدنا طول الوقت فى هذا السياق ( و أشرت إلى بعض آخر منها فى الرسالة بعنوان "عجبت لك يا زمن فى نفس هذه الصفحة" ) كلها كلمات مستحدثة فى اللغة ناتجة عن محاولة إستيراد أحد المفاهيم الموجودة فى بلاد الكفر و الشرك و إقحامه فى مجتمعنا الإسلامى . و لما كان هذا الأمر لا يزال من الصعوبة بمكان نظرا لإستمرار تمسك المسلمين بدينهم ( رغم كل شيئ ) و نظرا للتعارض بل التناقض المبدئى الجوهرى الكامل بين هذه المفاهيم التى يستميتون فى محاولة إقحامها و بين الإسلام فإننا نجد أنهم يستخدمون ضدنا كلمات ليست حتى الترجمة الحقيقية للكلمات الأصلية بل بعيدة كل البعد عن المعنى الأصلى و لا تمت بأى صلة للمفاهيم التى يريدون إقحامها !!! . و أعطى مثالا بسيطا بكلمة "علمانية" لنجد أن الكلمة الأصلية فى اللغة الإنجليزية هى كلمة
secularity
و معناها الإنفصال عن الدين أو الفصل بين الدين و بين الحياة ... إلخ . و يمكن التأكد من معنى الكلمة فى أى قاموس . و هذا مثال .
the state of being separate from religion, or not being exclusively allied to any particular religion.
ثم جاء من ترجمها لنا إلى كلمة "علمانية" و لن أضيع أى وقت فى محاولة توضيح الإيحاءات الخاطئة تماما التى تسببها الكلمة العربية ( و تعمد إخفاء محاولات الفصل عن الدين تحت وهم العلم !!! ) خاصة ضمن السياق المستمر لإقتطاع المفاهيم من منظومة الحياة فى الغرب الذى لا يزال الكثيرون منبهرين بالقشرة الخارجية لها خاصة فى مجالات العلوم الدنيوية التى عودونا على إستجدائها بدلا من البدء ( المتأخر جدا !!! ) فى صناعة العلم الخاص بنا و هو الطريق المجدى الوحيد و الحتمى .
و يمكن طبعا الإشارة إلى مهارة من إختار هذه الكلمة ليدلس بها على المسلمين لأنهم هم الذين يحثهم دينهم مشددا على العلم و يمكن أن ألتمس له العذر نظرا لأن العلاقة بين الدين و العلم فى الإسلام معكوسة تماما عن الحال مع أتباع الكنائس و التاريخ موجود فالمسلمين لم يكن لديهم أى علم خاص بهم ( حتى العلوم الدنيوية ) إلا فى الفترة التى كانوا فيها متمسكين حقا بدينهم بينما بينما نجد العكس ( تماما ) على الجانب الآخر .
و أظن أننا يمكننا أيضا النظر إلى ذلك الشيئ المسمى الديمقراطية وحده فى حد ذاته ( بدون حتى مرجعية الدين !!! ) بل حتى فقط بمجرد قليل من العقل و المنطق فقط !!! ( أى حتى باليد الخالية !!! ) . و أظن أننا لنا الحق فى ذلك ( على الأقل ) فى ضوء الإستماتة من الغرب كل هذه السنين الطويلة فى فرضها علينا و كأنها قدر !!! أو كأنها البديل الوحيد !!! ... إلخ فى حين أننى متأكد تماما ( بناءا على كل الدلائل و البراهين الكثيرة جدا ) أنها لو كانت فيها أى فائدة لنا لكان الغرب قد جعلها "ماركة مسجلة" ( على الأقل ) و لكان قد منعنا من تطبيقها إلا بعد أن ندفع لهم مقابلا باهظا ... إلخ ككل ما يأتينا من هناك .
فلنحاول النظر إلى "الديمقراطية" ببعض الموضوعية فربما إكتشفنا أنها الإستثناء من إختراعات الغرب التى يتفضل بها علينا !!! بل و نكتشف أنها تساوى أن نضحى بديننا من أجلها !!! بل و أن نفعل من أجلها العكس تماما ( على و جه التحديد و الدقة !!! ) من كل ما يأمرنا به و ينهانا عنه فى هذا الإطار !!! و نصبح "متقدمين" "متطورين" "متمدينين" "متحضرين" ... إلخ أكثر مما أصبحنا عليه بسرعة جدا بعد هذه الفترة ( القصيرة جدا نسبيا ) من الديمقراطية !!! .
ملحوظة : يقال أن بن جوريون قد قال يوما ما فى بدايات دولة إسرائيل : "ليس هناك خطر على دولة إسرائيل طالما ظل عدد من يصلون الفجر أقل من عدد من يصلون الجمعة" . و أنا لست فقط أتفق مع هذا الكلام تماما و أصدق أنه قد قاله بل إننى مقتنع تماما و موقن بأن هذا هو تفكير هؤلاء و من ورائهم الصليب من أول يوم . أما الآن ( و إحتفالات 2017 على الأبواب ) فقد أصبحوا يتحدثون ( ليس فقط عنا نحن بل عن الآجيال التالية !!! ) بالطريقة التى يوضحها الخبر التالى !!! . كم إنهزمنا يا مسلمين ؟.

http://www.ahram.org.eg/World/News/158717.aspx

و أستبق بجملة إعتراضية مختصرة إختصارا مخلا بالضرورة لكنى لا بد أن أكتبها و هى أننى أحاول "تخيل" الديمقراطية أى ذلك الشيئ الموجود فى بلاد أخرى و التى نراها فى التليفزيون و يحدثونا عنها فى الجرائد ... إلخ و أحاول ( قدر إستطاعتى ) ألا أظلم الديمقراطية بأن أنظر إليها بناءا فقط على ما فعله بنا الغرب الصليبى بإستخدام الشقلطوز الحاكم فى مصر كل هذه السنين . ثم أبدأ لألاحظ التالى :
أولا : نظرا للإفتقار الكامل لأى مرجعية ( عدا المصطنعة منها و التى يتم تفصيلها ثم ترقيعها ثم تبديلها و تغييرها كلما لزم الأمر تبعا لأهواء "الديمقراطيين" و لأهداف لا تخفى على أحد ) فإنه يصعب بل يستحيل حتى مجرد قياس أداء من يصلون للحكم بالديمقراطية ناهيك ( بالتالى ) عن التقييم ناهيك ( طبعا ) عن أى إمكانية لمحاسبتهم عن التقصير أو الخطأ المتعمد مثلا . هل حتى حدث ذلك و لو مرة واحدة ؟!!! أتحدى !!! . و إن حدث فإنه كان ظلما لهم نظرا لإنعدام المرجعية . أقصى ما نراه بهذا الصدد حتى فى الدول الغربية التى تفخر بالديمقراطية و تفرضها بالإكراه على باقى الأرض هو "مناقرة" بين متصارعين بالديمقراطية ( أى بدون مرجعية ) بشأن هذا الرقم أو ذاك !!! أو شوشرة صحفية ( دائما تكون إنتقائية و فى توقيتات تدعو للتساؤل ... إلخ ) بشأن سلوكيات بعضهم الأخلاقية و تصرفاتهم الشخصية أما كل ما عدا ذلك فيتم ( طبعا ) الزوغان منه دائما لحين أن يشير الناخبون إلى زمرة تالية لتجلس و يستمر الأمر بنفس الطريقة المفروضة و نفس هذه القواعد لهذه اللعبة !!! .
و الجانب المضحك فى الأمر هو أن "الشعوب الديمقراطية" تسقط من إنتخبتهم كل مرة لتأتى بغيرهم ( حتى فى الدول التى يستمر فيها المنتخبون لفترات طويلة نسبيا كبريطانيا مثلا ) دون أن نسمع و لا لمرة واحدة عمن قدم حسابا ختاميا قال فيه "ها قد فعلت كل ما إنتخبتمونى لأجله و سأرحل أنا" . و بالتالى فإن هذه الشعوب لا يحكمها إلا الفاشلون الذين لا يفعلون للشعوب ما أرادته و ذلك بناءا على حكم الشعوب نفسها ( و إلا فلم يسقطوهم ؟!!! كل مرة ؟!!! أليست هذه هى "المرجعية" فى حالة الديمقراطية ؟!!! ) و بالتالى أرجو من هذه "الشعوب الديمقراطية" أن ينظروا لمن سينتخبوهم ( مرة أخرى إضافية ) المرة القادمة على أنهم من سيسقطوهم ( مرة أخرى إضافية ) بعد الفترة القصيرة ( كالعادة !!! ) ليأتوا ( مرة أخرى إضافية ) بنفس الفاشلين الذين كانوا قد أسقطوهم المرة التى قبلها ربما فقط بمجرد مجموعة وعود جديدة أو مجرد قائمة أسماء جديدة ... إلخ . أقول هذا و قد شاهدت للتو نفس المنظر المتكرر فى أماكن كثيرة لمن يصرخون و يقفزون و يعانق بعضهم بعضا ... إلخ لأن "حزبهم" قد فاز !!! ( هذه المرة !!! ) . و كأنها مباراة كرة مثلا !!! .
ثانيا : تفرض الديمقراطية ( بطريقة الأحزاب و المرشحين و صناديق الإقتراع ... إلخ ) على الناخبين بالإكراه إختيارين متداخلين فى نفس الوقت كان يجب أن يكون كل منهما منفصلا عن الآخر . واحد منهما هو إختيار الفرد الذى سيمثلهم أو يحكمهم ... إلخ و الآخر هو إختيار المبادئ و القواعد و الأسس التى سيلتزمون بها و يبنون عليها و المنطلقات و نقاط البداية التى سينطلقون منها و الأهداف التى سيسعون إليها و الخطط التى سيحاولون تنفيذها و السبل و الطرق و الوسائل التى سيتبعوها و الضوابط و المحددات التى سيلتزمون بها و لا يخرجون عنها ... إلخ ( أو حتى مجرد ما يقال لهم أنها قائمة مشاكلهم و ما يقال لهم أنها قائمة الحلول و فقط !!! ) . و واضح طبعا أن الديمقراطية لا تعطى أى فرصة لمثل هذا النوع من التفكير أساسا .
بل يمكن أن أرصد نفس مبدأ خلط و فرض الفرد مع المبدأ أو الهدف أو الطريقة ... إلخ بدرجة أكبر و بصورة أسوأ كثيرا كثيرا ( لو كانوا يعلمون ) فى الكنائس ( الذين فرضوا أنفسهم على الخلق من أعلى لأسفل دون أن "يبايعهم" أحد أو حتى "ينتخبهم" أحد !!!!!!! ) لأنه خلط و فرض للفرد مع الدين !!!!!!!!!!! .
ثالثا : المرشحون فى معظم الأحيان يكونوا على قوائم أحزاب و هناك ( طبعا ) عمليات كثيرة تتم قبل أن يظهر المرشح و ( طبعا ) قبل أن يحاول مع الناخبين . و على الأقل فإنه يكون قد "إلتزم" ( لأعلى ) تجاه جهات أخرى ( الحزب و البرنامج ... إلخ على الأقل حتى و أنا و أنت لا نرى إلا بعضا من الجزء الظاهر و فقط ) قبل أن تبدأ علاقته مع الناخبين ( لأسفل ) . و بالتالى يمكن أن يتساءل أحد عن الولاء الحقيقى و عن الإنتماءات الحقيقية للمرشحين فى معظم الأحيان ( أن لم تكن "الإختيارية" منها فعلى الأقل "الإضطرارية" و إن لم تكن التى "ستتطور" مع الوقت فعلى الأقل تلك "المسبقة" ... إلخ ) .
رابعا : يقترح كل مرشح ( و\أو كل حزب ... إلخ ) على الناخبين "باقة" أو "حزمة" أو "توليفة" ... إلخ و يدعى كل منهم ( فى نفس الوقت ) أنها مجموعة الشكاوى ( أو المشاكل أو المطالب أو الأهداف ... إلخ ) الحقيقية للشعب و يقترح عليهم أيضا ما يدعى أنها الحلول التى يقول لهم أنهم يريدونها لمشاكلهم ( بدلا من أن يحدد الشعب ما يريده مباشرة فى الإتجاه التلقائى أى العكسى تماما !!! ) ويمكن طبعا رصد أن حتى مجرد "ديوان المظالم" الذى هو مجرد إجتهاد إسلامى بدائى جدا ( منذ أربعة عشر قرنا !!! ) يؤدى مهمته فى الإتجاه التلقائى المباشر بفاعلية يصعب حتى مجرد مقارنتها مع الديمقراطية ( التى هى العربة أمام الحصان ) .
خامسا : يقترح كل مرشح ( و\أو كل حزب ... إلخ ) على الناخبين ما يدعى كل منهم ( فى نفس الوقت ) أنها الشكاوى ( أو المشاكل أو المطالب أو الأهداف ... إلخ ) الحقيقية للشعب و معها ما يدعى أنها الحلول التى يريدونها لها ليختار كل ناخب "حزمة" أو "باقة" أو "توليفة" ... إلخ واحدة منها و يسقط الباقين !!! فهل يمكن ( و لو حتى إحصائيا فقط !!! ) حساب "فاعلية" هذه الطريقة بالنسبة للمرشحين ( ناجح واحد مقابل كم يسقطون كل مرة ؟!!! ) ثم بالنسبة للمشاكل و الشكاوى و المطالب و الحلول و الوسائل ... إلخ ( "توليفة" واحدة فقط ربما سيتم عمل شيئ ما بالنسبة لها مقابل مجموع كل الباقى الذى تم إسقاطه تماما ؟!!! ) بل و أيضا فوق ذلك بالنسبة للمجموعة الأصلية من الشكاوى الشعبية ( أو المشاكل أو المطالب أو الأهداف ... إلخ ) و معها الحلول الحقيقية التى كانوا يريدونها أصلا ( من أسفل لأعلى ) و التى ينساها الجميع تماما بداية من لحظة ظهور المرشحين و "باقاتهم" ( من أعلى لأسفل ) ثم طول المشوار كله لحين ظهور المرشحين و "الباقات" الجديدة المرة التى بعدها ليستمر الأمر بنفس الطريقة .
و يمكن طبعا أن نلاحظ أن الديمقراطية هى بهذه الطريقة مكلفة جدا و ربما لا ينافسها فى ذلك سوى إختراع غربى آخر إسمه "الإقتصاد الحر" أو "السوق الحر" ( لا أعرف الفرق ) و يمكن ( طبعا ) تخيل حجم الهدر الكلى ( و لو حتى إحصائيا فقط أيضا !!! ) نتيجة ما يسمونه "التنافس" و أعطى مثالا بسيطا سطحيا بإجمالى تكلفة أقسام التخطيط و التطوير ( المتصادم المتقاتل ... إلخ ) كل شركة على حده !!! من منظورها القاصر جدا للدنيا ( ميزانيتها ) و أهدافها الضيقة جدا ( مجرد الربح بل المزيد من الربح بل رفع معدل الزيادة فى الربح ... إلخ ) و التى لا علاقة لها على الإطلاق بالإحتياجات الحقيقية للمستهلكين و لا للإتجاهات التى يريدون أن يتطور فيها المرشحون ( آىسف . أقصد "المنتجات" ) ... إلخ و كذلك إجمالى تكلفة أقسام التسويق ( المتصادم المتقاتل ... إلخ فى نفس الأسواق ) ...إلخ لأتخيل مثلا إجمالى تكلفة الدعايات الإنتخابية ( آسف . أقصد "الإعلانات التجارية" ) ثم يتم قياس إجمالى ما أمكن إجبار المستهلك على شرائه لنقول فى النهاية "نعم نعم إنهم كانوا يفضلون هذا بدرجة أكبر" !!! ( عربات صغيرة كثيرة متصادمة أمام الحصان الكبير ) ثم إجمالى تكلفة وضع الضوابط و حل المشاكل الناجمة عن التصارع و التقاتل ... إلخ كل ذلك "المشقلط" نضع مقابله التخطيط الرشيد ببصر و بصيرة بناءا على إجمالى و نوعيات الإحتياجات الحقيقية و إجمالى و نوعيات القدرات و الإمكانيات الحقيقية دون أى إمكانية لأى تضارب أو تعارض ناهيك عن التصارع و التقاتل ... إلخ .
ثم جاء الزمان الذى فرض علينا فيه هذا التخلف المكلف جدا منذ سبعينيات القرن الماضى ( بالإضافة إلى الديمقراطية !!! ) بآخر مبرر يمكن أن يتخيله أحد و هو أن هذا التخلف ( الأكثر تكلفة على الإطلاق !!! ) يؤدى إلى "إنخفاض السعر و إرتفاع الجودة لمصلحة المستهلك" !!!!!!!!! . و ها هى مصر ليرينا أى مخلوق ( حتى بالمقارنة المعتادة مع خراب عبد الناصر !!!!!!!!!!! ) سلعة واحدة فقط حدث فيها ذلك !!! بل سلعة واحدة لم يحدث فيها العكس تماما و فقط و على طول الخط !!! كل هذه السنين !!! لما بعد الخراب الكامل و الدمار الشامل فى كل شيئ تقريبا !!! .
إن نظام المبايعة الإسلامى هو أرخص و أكفأ نظام حكم عرفته البشرية على الإطلاق .
سادسا : لو نظرنا فى أى وقت إلى مجموعة المرشحين كمجموعة نرى بوضوح تام أنه قد تم فرض مجموعة محدودة محددة مسبقا من البدائل المعروضة ( المفروضة ) على الناخبين من أعلى لأسفل ( كل منها فى صورة "خلطة" مما يتيسر مما سبق الإشارة إليه تأتيهم من هذا الحزب أو ذاك المرشح ... إلخ ) ليكون أقصى ما يمكن أن يفعله الناخبون هو الإشارة ( كالصم و البكم ) إلى واحدة منها و فقط دون أى قدرة على أن يحددوا هم مطالبهم ( أو حتى شكاواهم ) أساسا فى الإتجاه العكسى بشكل مباشر أى أن الديمقراطية ليست فقط هى "الشقلطة" الكاملة بل و أيضا بطريقة "خنق الشكاوى أو المطالب" على أقل تقدير إن لم يكن وأدها و\أو تزويرها بالكامل بالترافق مع "العمى و خلط الأوراق" و هى طبعا طريقة مؤلمة جدا من هذا المنظور أيضا . و لكى أزيد الأمر وضوحا أقول أنه لا توجد لدى الناخبين و لا حتى مجرد إمكانية أن يختاروا هم أو حتى مجرد أن يحددوا الأولويات ( حتى من بين ما هو مفروض عليهم من أعلى لأسفل فقط !!! ) فلا يمكنهم مثلا إختيار هذه المشكلة الملحة التى أشار إليها هذا المرشح و معها تلك الشكوى القديمة الموجودة فى برنامج ذلك الحزب و معها المطلب ذاك من تلك القائمة التى لا نريد أن ننتخبها و معها الهدف ذاك لكنه للأسف موجود فقط لدى ذاك الذى فرصته فى النجاح شبه معدومة و معها الخطة تلك لكنها للأسف ضمن "توليفة" لا يمكننا قبولها أو تتضمن ما سبق و رفضناه ... إلخ ليحدد الناخبون إختيارات معقولة قليلا و لو حتى بنفس الطريقة المفروضة أى مجرد الإشارة لبعض ما هو مفروض عليهم بطريقة مخنوقة مشقلطة ( عربات صغيرة كثيرة متصادمة أمام الحصان الكبير ) .
سابعا : لا بد أن نسلم أن الإختلاف من حقائق الحياة و أن الإله هو الذى خلقنا مختلفين فى أمور كثيرة و أن الإختلاف قديم قدم البشرية ذاتها بل و بتطرف للدرجة القصوى ( إبنى آدم ) و لذلك لا بد من أن تفكر البشرية ( الآن ؟!!! ) فى طريقة نتعايش بها رغم إختلافاتنا و الديمقراطية تجعلنا لا نرى و لا نسمع إلا المتحزب و المتحزب فقط !!! أى فقط المتخالف المتعارض المتناقض الأحادى ضيق الأفق المتعصب ... إلخ الذى لا يرى ( بل و لا يريدنا أن نرى ) إلا الصورة المنقوصة و من الجانب الذى ينظر منه وحده ... إلخ بل و يلونها أيضا لمصلحته الحزبية فقط و يهاجم الآخرين بكل ضراوة و بكل طريقة ( حتى "أسوأها" ) و يلطخ بكل ما أوتى من قوة جانب الصورة الذى يعرضه كل منهم ... إلخ . بل و تجعلنا الديمقراطية لا نرى الدنيا إلا كمجموعة من هؤلاء طول الوقت !!! مما يفقد تلك الشعوب أى قدرة حتى لمجرد أن يأتى على ذهنها أن الدنيا يمكن ( بل يجب ) ألا تكون كذلك على الإطلاق !!! .
و أنا لست متخصصا و لكنى واثق من وجود دراسات نفسية و إجتماعية بشأن تأثيرات هذا ( الذى أشير إليه بتحفظ شديد ) على الفرد و المجتمع .
و أضيف هنا أن هذه هى المرة الثالثة التى التى أرصد فيها هذا التوجه فى "الحضارة الغربية" ( أو "الحياة الغربية" أو أى إسم آخر لما أشير إليه ) و هو تعظيم و تضخيم أسوأ ما خلق الله فى البشر من نوازع و التركيز عليها لأقصى درجة بل جعلها القوة الدافعة المحركة القائدة الوحيدة للمجتمع من قبيل التحزب و التعصب و التصارع و التقاتل ( على السلطة بالذات !!! ) تحت لافتة الديمقراطية و النهم و الجشع المادى و الشراهة فى الإكتناز تحت لافتة الرأسمالية و الغريزة الجنسية المنفلتة تحت لافتة الحرية بالترافق مع الكبح و الكبت فى الحالات الثلاث فى الإتجاه العكسى بالقوانين ( بل و العقوبات ) بدلا من الوصفة الإلهية المسماة "الدين" التى تحجم و تهذب و تنظم هذه النوازع و تبقيها تحت السيطرة من أساسه و من حيث المبدأ إختياريا و عن إقتناع لتبقى فقط مشكلة التعامل مع من سيكونوا وقتئذ القلة الإستثنائية من المنفلتين . و طبعا كان لا بد أن أتذكر آيات كثيرة منها مثلا الأية 124 من سورة طه و ألحظ أيضا أننا فى حالة إختيارنا لطريقة الإله فإنه لا يكتفى بالعقوبات للمخالفين كما هو الحال مع الطاغوت و إنما أيضا يكافئ الملتزمين رغم أنهم هم المستفيدون أصلا من الإلتزام الجماعى و يمكن بسهولة رؤية ( أو حتى تخيل ) الفروق الشاسعة بين نوعى المجتمع كما فى الحديث التالى .

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%81%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%84&phrase=on&xclude=&s%5B%5D=3088°ree_cat0=1

ثامنا : الديمقراطية مبنية أساسا على الفردية المطلقة و تسمح للنظام أن ينفرد بالناخبين فرادى ليذهب كل منهم على حده "ليعترف" للنظام وراء ستار ... إلخ أى أنها تفكك القرار الجماعى إلى مجموعة من القرارات الفردية !!! المستقلة !! التى حتى لا ترى بعضها البعض !!! ( حتى من ينتمون للأحزاب يذهبون للإدلاء بأصواتهم فرادى وراء الستار !!! كم تبلغ نسبتهم ؟ ) دون أى قدرة للناخبين أن حتى على الأقل يتحدثوا أولا مع بعضهم البعض ( كمجموع يتفق و ليس كأحزاب تتصارع ) و يشكلوا وجهات نظر و يقلبوا البدائل و يراعوا التوازنات و يناقشوا الإحتمالات و يدرسوا العواقب ... إلخ و يأخذوا فى إعتبارهم كل الأمور التى تؤثر فى إتخاذ قرارات ( جماعية ) هامة على هذا القدر من الأهمية و يفعلوا ذلك بشكل جماعى راشد ليصلوا فى النهاية ( كل مرة ) إلى قرار واحد ( فقط لا غير بدون أى إحتمالات أخرى على الإطلاق ) بدلا من أن يضطر كل منهم لأن يحاول أن يتخذ هو قرارا ( من هذه النوعية !!! ) منفردا !!! ( ليس فقط إتخذه بما أمكنه من قدراته الذاتية وحدها !!! بل و أيضا تحت تأثير عوامل أخرى كثيرة أشرت إلى بعضها فى هذه النقاط !!! ) ثم يذهب كل منهم بضعف الفرد الواحد ليواجه جبروت النظام و يواجه الحاكم ( الذى فى معظم الأحيان على وشك أن يحصل على لقب "السابق" ) بوزن صوت واحد فقط من أسفل لأعلى !!! . ليكونوا قد وضعوا صندوق الإنتخاب الفردى فى الواجهة و أبقوا باقى كل شيئ فى الظلمات .
تاسعا : الديمقراطية مبنية من أساسها على ثقة الناخبين الكاملة المطلقة بلا حدود فى النظام القائم ( و أراها أنا "ثقة عمياء" تماما !!! ) لدرجة أن يبدو ( ظاهريا على الأقل ) أنهم جميعا تقريبا يعجبهم النظام الذى وجدوا أنفسهم فيه أو على الأقل يقبلون ذلك تماما و لا يحاولون تغييره ... إلخ و كذلك فإن الديمقراطية مبنية أيضا على أن يأتمنوا "طبقة الديمقراطية" على العملية الإنتخابية و أن يفترضوا النزاهة المطلقة و الحياد الكامل ... إلخ و ألا يشكوا و لا للحظة واحدة فى غير ذلك ... إلخ و الحال يبدو كذلك فعلا فى الدول التى أتتنا منها الديمقراطية و لو حدثت أحدا هناك مثلا عن "تبديل الصناديق" أو "ملئ البطاقات" أو "شراء الأصوات" أو "التلاعب فى الأرقام" ... إلخ لوجدته لا يفهمك على الإطلاق و لا يتخيل ذلك أساسا و ربما كان مهذبا بالقدر الكافى ليكتفى بالتغاضى عما قلته و إعتباره كأن لم يكن دون أى إحتمال لأن يفكر فى إحتمال وجود أو حدوث ذلك ( أو غيره !!! ) عندهم !!! و الناخبون هناك يبدو أنهم على هذا الحال رغم ما تكشفه وسائل الإعلام هناك ( بشكل متكرر جدا ) من مخازى طبقة الديمقراطية ( خاصة اللا-أخلاقية منها ) و هو بالطبع قليل من الكثير و مخازى أجهزة الحكم السرية مثلا ( خاصة اللا-أخلاقية منها ) و هو أيضا بالطبع قليل من الكثير جدا ... إلخ .
و أعطى مثالا آخرا على ذلك بما يسمونه "المؤشرات الإقتصادية" . كم من الناخبين هناك يفهم شيئا بهذا الصدد يكفى لأن يحكم ( هو ) على أن الأرقام بهذه الطريقة تحقق له ما يريده فعلا ؟!!! أو أنها على الأقل هكذا "أفضل" ؟!!! . إنه فقط يثق "الثقة العمياء" بالنظام و لذلك يصدق "الديمقراطيين" تماما عندما ينتصر واحد منهم ( و ينهزم الآخر ) بشأن هذا الرقم أو ذاك و لم و لا و لن يسأل نفسه أى سؤال و لا حتى بشأن صحة الرقم أساسا .
و أنا أرى أن الوصول بالناخبين إلى هذه الدرجة من "الثقة العمياء" هو أمر حتمى يجب أن يسبق فرض الديمقراطية و أنظر إلى بلدى المنكوب مصر العبرة الأمثولة فى هذا المضمار ( أيضا !!! ) لأرى أيضا أن هذا الأمر مستحيل فى بلاد الإسلام ليس فقط لطبيعة العلاقة الواضحة تماما بين المسلمين و بين المؤخرات التى وضعها الإستعمار فوقهم قبل رحيله بعد أن أسقط الخلافة و ليس فقط نتيجة التجربة العملية الحقيقية لما قالوا لنا و قال لنا الغرب معهم ( كثيرا ) أنها "الديمقراطية" سنينا و سنينا و سنينا أصبحت طويلة جدا بفضل نقطة البداية المناسبة أكثر من اللازم بعد سنوات دكتاتورية عبد الناصر ( و الفقر و أكبر هزائم الشقلطوز العسكرية ... إلخ و هو ما لا يمكن الدفاع عنه بأى حال لكن أيضا لا أظن أن هناك من ينكر الآن أنه كان "السيئ قبل الأسوأ" حتى قبل أن يتكشف القدر الكافى من الحقائق بعد و الحجم الحقيقى للفساد و النهب و الخراب و الديون ... إلخ ) ليأتى بعده من أغرقنا فى السراب ( بداية مما أسموه لنا "إنتصارا" و أننا -أخيرا- سيحق لنا حتى مجرد الكلام مرة أخرى !!! بالترافق مع الوعود بالرخاء و الدولارات التى ستنهمر كالمطر ... إلخ ) و كل ما بدا وقتئذ أنه "أفضل" ( طبعا ) ثم طال المشوار بفضل أموال "تدعيم الديمقراطية" و "المعونات" بل و المزيد و المزيد من القروض ( بالربا الفاحش !!! بأى دراسات جدوى ؟!!! و بأى ضمانات ؟!!! ) و إستماتة الغرب الصليبى بكل طريقة فى الإبقاء على الشقلطوز الموضوع فوقنا كل هذه السنين . هذا بالإضافة طبعا إلى أننا لا نملك إلا أن نعطى الشقلطوز حقه و نشهد له بأداء دوره الإجرامى المباشر ضد الإسلام و المسلمين بتميز منقطع النظير كل هذه السنوات ... إلخ و بالتالى تستحيل تماما أى محاولات لبناء الثقة الآن خاصة إن كانت بالترافق مع محاولات الغرب الصليبى المحافظة على "المكاسب" التى تحققت و إبقاء الجوهر كما هو .
أما الطبقة ( الصغيرة نسبيا ) التى نجح الغرب الصليبى فى خلقها فى مصر بكل ما فعله حتى الآن و التى تتكون بالغالبية ممن لا يجدون لهم مكانا إلا فى ظل شقلطوز من هذا النوع القائم ( بداية بالكثيرين من الفقراء جدا الذين يبيعون أصواتهم فى الإنتخابات مقابل جنيهات لمن يعلمون تمام العلم أنهم يسرقونهم أضعافا مضاعفة لكنهم يبيعون أصواتهم لأنهم لا يجدون حتى قوت يومهم ... إلخ و مرورا بمن يدفعون لينجحوا بطرق أخرى و لجهات أخرى و ليسوا من السذج هم أيضا ... إلخ و إنتهاءا بمن يتلقون "دولارات الديمقراطية" فى بلد كهذا ) فلا أظن أبدا أن علاقتهم مع أى شيئ هى علاقة ثقة . و هؤلاء إنجرف معهم بعض من إستزلتهم الدعايات الغربية و صدقوا أكاذيب "الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان" و من لا تزال تبهرهم القشرة الخارجية ( السينمائية و التليفزيونية ) للحياة الغربية و التى إتضح أنها كانت من النوع "الفاصو" تماما و حتى لم تكن سميكة بالقدر الكافى و تقشرت بسرعة عجيبة بعد سقوط الإتحاد السوفيتى و ظهرت الحقيقة التى تحتها ... إلخ بالإضافة ( للأسف الشديد ) إلى أن هؤلاء الذين إنجرفوا لا يكادون ( طبعا ) يعرفون شيئا عما كان يجب ( و لا يزال ينبغى ) أن يكونوا فيه كمسلمين !!! .
أما الأغلبية الكاسحة من المسلمين فرأيها فى لا-نظام الشقلطوز معروف ( و مفهوم طبعا ) و كذلك أصبح رأيها فى الغرب الصليبى بعد ما فعله حتى الآن ( و لا يزال يفعل المزيد طبعا ) و رغم كل التشويش و التعمية بل و التشويه و الطمس لمرجعيتهم .
كل هذا بالإضافة ( طبعا ) إلى إستحالة بناء "ثقة عمياء" لدى المسلمين أصلا ( واضحة ؟ ) و تجاه أى شيئ ( واضحة ؟ ) فما بالنا ؟!!! .
و بالتالى يمكننى بوضوح تام أن أقول أن الديمقراطية ربما كانت تناسب الغرب الصليبى ( أو حتى "الأنسب لهم" فليس هذا شأننا و إنما شأنهم ) بالنظر إلى كنائسهم و طبيعة حياتهم و منطلقاتهم و نوعية مشاكلهم و أهدافهم و وسائلهم ... إلخ لكن ما وصلنا ( بل حتى ما نراه و قيل لنا أنه هناك ) لا يصلح لنا على الإطلاق و أصبحت لدينا تجاربا طويلة مريرة جدا تؤكد ذلك بلا أى إحتمال للشك .
عاشرا : "الوصفة" الغربية التى تتضمن "الديمقراطية" و "العلمانية" و "الحداثة" و "الليبرالية" ... إلخ تتضمن أيضا ( و طبعا ) الكنيسة . و الإسلام لم نسمح لأحد بعد أن يحوله لنا إلى كنيسة و يبدو الإسلام أساسا مصمما ببراعة شديدة و بمنتهى الإتقان ليظل ذلك شبه مستحيل و بالتالى فإن الغرب يفرض على المسلمين نموذج "الحاكم الكافر" و "نظام حكم الكفر" دون أن يكون لديهم كنيسة و أكتفى بهذه الجملة التى تعمدت أن أجعلها قصيرة جدا .
أحد عشر : على العكس تماما من الدين الذى كان ( فى كل الرسالات بلا إستثناء واحد !!! ) ينتشر فى المجتمع من أسفل لأعلى بإختيار فردى حر مباشر بشكل مطلق يتناسب مع علاقة مخلوق بخالقه لتتكون فى النهاية كتلة المؤمنين فإن الديمقراطية ( كغيرها من النظم و المبادئ الوضعية ) يتم فرضها من أعلى لأسفل بحاكم يراها مناسبة لأسباب تخصه و لم أسمع ( أنا على الأقل ) و لا حتى عن حالة واحدة تم فيها منح حق الإختيار لشعب ما فإختار بعضهم الديمقراطية و تم السماح للباقى بشيئ آخر !!! . و كذلك لم أسمع و لا حتى عن حالة واحدة طلبت فيها الشعوب ذلك الشيئ المسمى الديمقراطية لذاتها و إنما كانت دائما تفرض عليهم من أعلى لأسفل بعد تزيينها لهم بأنها أحد الأسباب ( بل أحيانا بأنها السبب الوحيد !!! ) فى الفروق الشاسعة بين حياتهم و بين الحياة "البراقة اللامعة" التى يعيشها الآخرون و أنها الحل السحرى ( الوحيد !!! ) لكل مشاكلهم ... إلخ . بل و وصل الأمر فى حالة "عشتها" إلى إستخدام أكوام الكتبة المأجورين و المبغبغين فى وسائل الإعلام ( و أكوام من يسمون أنفسهم "المثقفين" و "المفكرين" ... إلخ ) و تسخير الآلة الإعلامية بالكامل لإيهام الناس ( من كل الإتجاهات !!! خاصة من جانب "المعارضة" ) أن ذلك الشيئ المسمى "الديمقراطية" هو -على وجه التحديد و الدقة- ما كانوا يريدونه !!! و ما كان ينقصهم !!! و ما حرمهم منه الحاكم السابق !!! و ما يحاول الحاكم الحالى ألا يعطيه لهم كاملا !!! بل و أنها ما لا يمكنهم الحياة بدونه !!! و ما يجب أن يستميتوا فى محاولة الحصول على المزيد منه !!! و يضحوا بأى شيئ فى سبيله !!! ... إلخ لسنوات و سنوات و سنوات طالت كثيرا كثيرا كثيرا ( و لا زلنا نعيشها !!! ) دون السماح و لا حتى بكلمة واحدة فى الإتجاه الآخر !!!!!!!!!! .
و أكرر أن الديمقراطية ليست الحالة الوحيدة فى هذا المضمار فمثلا فى حالة دول الإتحاد السوفيتى السابق لم نسمع أنهم قد ثاروا على حكام ما قبل الشيوعية من أجل الشيوعية أصلا و إنما فرضت عليهم من أعلى لأسفل و أيضا و لا سمعنا أن سبب سقوط الإتحاد السوفيتى بعد ذلك ( بقليل جدا بكل المقاييس ) كان الإيمان المطلق من جانب تلك الشعوب بالديمقراطية . و لو إدعى أحد ذلك فإنه يكون قد سبهم سبابا مقذعا . و إنما أظن أن كل الثورات عموما تكون لأسباب أخرى من قبيل مجرد محاولة التخلص من الواقع الذى لم يعد من الممكن إحتماله و ما به من الفقر و الظلم و الفساد ... إلخ ليأتى من يفرض عليهم هذا "الأفضل" خاصة بعد أن جعله الغرب الصليبى "البديل الوحيد" !!! .
و أقرر بكل وضوح أنه فى الثورة المصرية الأخيرة ( يفترض أنها من أسفل لأعلى ) لم يخرج الأمر عن هذا الذى أشير إليه و حتى الشعارات التى قد تكون قد ظهرت تلقائيا على ألسنة المتظاهرين ( أو هى التى أعجبت أو "صادفت" المراسلين ) فإنتشرت كالنار فى الهشيم خلت تماما من حتى مجرد كلمة "الديمقراطية" ( إلا ضمن كلمة "النظام" ) و لم نسمع حتى مجرد الكلمة مطلقا من أى أحد إلا عندما بدأت ( بسرعة جدا ) محاولات الفرض من كل جهة ( من أعلى لأسفل ) و كأن الصرخات وصلت لهم "الشعب يريد المزيد من الأحزاب" !!! .
ثانى عشر : الغرب الذى يتشدق أكثر من اللازم بكلمات "الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان" يحاول أن يفرض علينا الديمقراطية فقط !!! دون الباقى !!! بل و بعد حقبة مؤلمة من خراب الدكتاتورية العسكرية الإجرامية التى لا يصدقها عقل التى زرعها الإستعمار الغربى ثم رحل ( أو على الأقل سمح بها ثم تركها تترعرع و تثبت تحته أربع سنوات ثم رحل ) بل و بعد أن ظل الغرب الصليبى يساندها بكل ما أوتى من قوة كل هذه السنين ( بالشروط المفهومة طبعا ) فماذا عن الحرية لنا ؟!!! و ماذا عن حقوق الإنسان لنا ؟!!! و ماذا عن باقى الصورة البراقة التى جدا التى رسموها لنا لما فى الغرب و ليس فى بلادنا قبل فرض الديمقراطية وحدها علينا ؟!!! .
ثالث عشر : الغرب يحاول فرض الديمقراطية علينا كأنها هدف فى حد ذاتها كنا نسعى إليه و نحاول تحقيقه !!! بل كأنها "هى الهدف" الذى حققناه أخيرا !!! و يجب أن نفرح كثيرا بذلك !!! و لا نفكر فى أى شيئ آخر !!! بل و نسبح بحمدهم بالمقابل ... إلخ . أى نقنع أنفسنا بأن "الإنسان قرد ديمقراطى" و نعيش بمبدأ "أنا أدلى بصوتى إذن فأنا موجود" !!! .
أما لو إكتشف أحد أنها بالكاد مجرد "وسيلة" ( بل طبعا فقط "أحد الوسائل" ) فأظن أنه يحق له هو أيضا أن يسأل الغرب : أين إذن الهدف الذى يفترض أننا نحاول الوصول إليه بهذه الوسيلة ؟!!! . و أظن أنه رغم أنهم هم الذين يفرضونها علينا هنا فإنهم لن يعجبهم حتى مجرد أن نسأل عن الهدف هناك أصلا من حيث أتت ؟!!! . بل و يمكن أن نستسهل و نختصر و نسأل عن أى إحتمال لأن تكون أهدافنا و أهدافهم مشتركة ؟!!! .
رابع عشر : نقطة أخرى تبدو أهون من غيرها لكنها ذات مغزى . ماذا لو أن ناخبا رأى أن أكثر من مرشح ( أو أكثر من حزب ... إلخ ) يستحقون صوته بقدر متقارب أو متساو من الترجيح ؟ . لماذا ( فوق كل ما أشير إلى بعضه ) يتم إجباره على أن "يختار" أحدهما بالإكراه ( أى أن "يرفض" و "يسقط" الآخر بالإكراه ) ؟!!! . لماذا لا تكون هناك إمكانية لأن يعطى صوته لكليهما ؟!!! حتى فى الحالة الخاصة من قبيل الإنتخابات الرئاسية مثلا ؟!!! . لماذا يجب فرض التناقض و التعارض و الأحادية و التعصب ... إلخ على الناخبين فى الإتجاه الآخر من أسفل لأعلى أيضا ؟!!! حتى و الأمر يتم بطريقة كل فرد على حده دون أى نقاش أو تشاور أو تفاهم أو إتفاق ... إلخ جماعى مسبق ؟!!! .
و لقد إكتشفت لاحقا أننى سقط منى تماما إحتمال هام ( بل هام جدا ) هو رفض الناخبين لكلا البديلين المفروضين عليهم مثلا . كيف يفعلوها بالديمقراطية ؟!!! . يقرر كل منهم ( على حده ) ألا يذهب هو إلى صناديق الإقتراع ليجازف كل منهم ( على حده ) بأن تفرض عليهم أقلية صغيرة إختيارهم مثلا فى هذه الحالة ؟!!! .
حتى أنا !!! جعلت حياة الديمقراطية التى عشتها كل هذه السنين هذا الإحتمال يسقط منى فهى ليست إلا محاولات التعايش مع هذا الوضع بمختلف الطرق و محاولات إجبار النفس على الإستسلام المستمر له ........ أو تجبرنا على "العمل الجماعى" !!! كبديل وحيد مؤلم للغاية مكلف جدا إسمه "الثورة" .
خامس عشر : الديمقراطية تسقط تماما كل الأصوات التى حصل عليها المرشحون الذين لم يفوزوا و لا يصبح لها أى وزن و لا قيمة !!! و تهمل مع تلك الأصوات ( طبعا ) كل ما يفترض أن هؤلاء المرشحين قد حصلوا من أجله عليها !!! رغم أن تلك النسبة يمكن أن تكون كبيرة نسبيا ... إلخ بينما تجبر الطريقة التلقائية المباشرة الجميع على أخذ كل وجهات النظر فى الإعتبار و كذلك رؤية كل العوامل التى تؤثر و الوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف بطريقة توافقية تبعا للتوازنات القائمة دون إهمال أو إسقاط أى شيئ . و أنا أرى أن ذلك ممكن تماما بل سهل نسبيا بالنسبة لمجتمع المسلمين ذى المرجعية الواحدة ( من النوع الذى حاولت الإشارة إليه بإختصار إجبارى مخل ) و هناك تجربة عملية حقيقية فى فترة الخلفاء الراشدين ( أصعب فترة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام ) يصعب حتى على الجاحد أن ينكرها .
سادس عشر : الديمقراطية ( و خاصة تلك الموجودة فى بلاد الصليب ) هى "إضطهاد الأقليات الدينية" و لكن ( و طبعا ) فقط عند تطبيقها فى بلاد الإسلام !!!!!!!!!!!!!! .
سابع عشر : لا عجب أنه لم تظهر فى بلاد الديمقراطية ( الأصلية الحقيقية ) بأى حال ( فى أى إتجاه من الإتجاهين !!! ) و لا حتى مجرد تساؤلات فقط !!! بشأن حجم الإنفاق العسكرى لدول لصليب و أكوام أسلحة الدمار الشامل من مختلف الأنواع فى ترسانات الصليب حتى بعد السقوط الكامل للإتحاد السوفيتى و تلاشيه من الوجود منذ سنوات أصبحت كثيرة بل و حتى بعد إنصياع دول الإتحاد السوفيتى السابق لشروط الإنضمام للإتحاد الأوروبى ( كل واحدة على حده و من أسفل لأعلى ) ؟!!! فى حين ( مثلا ) أن حتى رؤوسنا نحن ( هنا ) قد تصدعت بكم الضجيج المصاحب للمعارك هناك بشأن أرقام أصغر كثيرا جدا تخص أمور حيوية جدا جدا كنظام التأمين الصحى و فرص العمل ... إلخ .
ثامن عشر : للخلاص من الديمقراطية أقترح حزبين . واحد للنساء ( 50% حقيقية هذه المرة و أصعب كثيرا فى التزوير و تتحول إلى أغلبية بعد الحروب ... إلخ ) و آخر للفقراء (..) ليرى ( من لا يعرف !!! ) الحجم الحقيقى "للهامش" الذى ظللنا ننتخب فيه كل هذه السنين .
و أكتفى بهذا القدر من إجتهاد مسلم واحد فى عدة أيام حاول أن يفكر ساعات فى ذلك الشيئ المسمى "الديمقراطية" و أنا قد لاحظت طبعا أن كل الملاحظات كانت فى إتجاه واحد و أطلب منك أن تصدقنى أن هذه كانت النتيجة مع محاولاتى المستمرة أن أكون موضوعيا ( رغم الحال الذى أوصلنا إليه الصليب ) بل أننى قد حاولت الإنحياز للديمقراطية لكى يمكننى أن أجد و لو ملاحظة واحدة يمكن إعتبارها فى الإتجاه الآخر لكنى فشلت تماما ( و أرجح أن ذلك لأننى لم يمكننى أن ألحظها إلى جانب الإسلام فى ذلك الإتجاه الآخر و الإسلام ليس فقط تلك القطرات التى أشرت إليها بإيجاز مخل إضطراريا و لكنه كله على نفس المنوال ) . ربما أمكن لغيرى أن يفعل ذلك فأنا كمسلم متأثر ( بالطبع ) بالوضع الذى تفرضه كل الرسالات السماوية ( و آخرها الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ) و هو أن يعيش الناس و ليس فوقهم إلا من خلقهم و أنا ( طبعا ) متأثر بالنظام الحكم الإسلامى بالذات فقد ظل لفترة حقيقة و واقعا لم يمكنهم طمسه بعد و الذى كان فى ذلك الوقت يتكون من الخليفه الذى يبايعه المؤمنون بشكل مباشر تماما ( بالإتفاق الجماعى المسبق ) فى ظل المرجعية الواحدة السارية على الجميع و نتيجة لهذا النوع من المرجعية الإلهية فأن حقيقة الوضع هو أن المجموع ( بما فيه الخليفه ) يعيشون فى مستوى واحد فوقه الإله الواحد الذى لا شريك له ( حتى و إن إضطروا لتخليق تركيبة هرمية للحكم مثلا ) . و أتعجب كل العجب ممن لا يمكنهم فهم و لا إستيعاب هذا النظام السهل البسيط التلقائى تماما بينما تعجبهم الديمقراطية مثلا و التى سنكتشف بكل سهولة أنها الوضع المعكوس بغرابة !!! و الغير منطقى على الإطلاق !!! حيث نجد المجموع ( "الشعب" ) فى مستوى واحد بصوت واحد لكل فرد لكنهم هم المرجعية ( الغير متفقة !!! ) يختارون من يمثلهم !!! ( فرديا و بعمى الصندوق إياه !!! ) أى أنهم هم الذين فى المستوى الأعلى !!! على هذا الحال !!! و تحتهم ( فى المستوى التالى مباشرة !!! ) العدد الأقل كثيرا جدا ممن يمثلونهم فى المجالس النيابية بل حتى الفرد الواحد الذى هو الرئيس !!! و غنى عن الذكر ( طبعا ) كم "المصاعب" التى يخلقها هذا الوضع ( فقد عشنا محاولات كتابة دستور مثلا !!! ) . بل و إننى أرى أن أى محاولة لعلاج هذا الوضع الشاذ الذى تخلقه الديمقراطية ( عن طريق محاولة رفع الفرد المنتخب لأعلى مثلا ) دون مرجعية الإله الواحد الذى لا شريك له لن ينتج عنها سوى حكم الفرد و الدكتاتورية لأن هذا الفرد سيصبح هو المرجعية و هو ما يناقض الإفتراضات التى بدأنا بها طبعا .
و إعتذر إن كنت ترى أننى قد أطلت رغم الإختصار المخل و مقابل ذلك أسالك : كم مرة فى عمرك كله سمعت فيها كلاما عن نظام الحكم الإسلامى ؟!!!!!!!! بل حتى كم مرة فى عمرك كله سمعت فيها عدة آيات و حتى مثل هذه القطرات فقط من أحاديث رسولنا عليه الصلاة و السلام فى هذا الأمر فائق الأهمية ؟!!!!!!!!!! حتى فى المسجد ؟!!!!!!!!!!!! على المنبر ؟!!!!!!!!!!!!! .
أقول هذا لأسباب عدة منها أننى عجوز من مواليد 1961 و عشت عمرى كله تحت حكم الشقلطوز فى مصر لم أسمع فى طفولتى إلا عن شيئ كان إسمه "الإشتراكية" أكثر من اللازم بكثير ( لدرجة أن يجعلوننا نحفظها فى المدرسة الإبتدائية بل وصلوا لدرجة أن يستزلوا عالما ليقول أن "الإسلام هو الإشتراكية" أو "الإشتراكية هى الإسلام" لا أذكر على وجه التحديد ) ثم عشت باقى عمرى لا أسمع ليل نهار ( لما بعد درجة القرف التام بكثير ) إلا فقط عن "الديمقراطية" و "الإقتصاد الحر" ... إلخ حتى ( بل خاصة ) بعد النهب الفاجر و الخراب الكامل و الدمار الشامل بكثير !!! . و بالتالى يمكننا ( أنا و أنت ) أن نتفهم حال الصليبى المتعوس الذليل ( المدعوس تحت كنيسته ) عندما يأتينا الآن ليأمرنا ( من أعلى لأسفل ) بشيئ إسمه "القائمة النسبية" مع "العلمانية" و "الليبرالية" و "الحداثة" .... إلخ "عشان نعرف نسدد الديون كويس" . و كذلك نتألم جدا ( أنا و انت ) لحال ذلك المسلم الذى عاش هو أيضا عمره كله مثلنا تحت حكم الشقلطوز و بالتالى أصبح فريسة سهلة جدا لدرجة أن يقتنع !!!!!!!!! بل و يروج لذلك !!!!!!!!!!! مع الصليبى !!!!!!!!!! أو لحسابه !!!!!!!!!! حتى بعد أن وصل لأن يهدده علنا و على أعلى مستوى إذا إنتخب من يسموهم لنا "الإسلاميين" !!!!!!!!!! ( ماذا عن باقى الشعب ؟ هندوس ؟!!!!!!!!!! ) حتى بعد أن تم فرض نوعية معينة فقط من هؤلاء المرشحين ( من أعلى لأسفل كالعادة ) ( و لمجرد الإستباق و قطع الطريق على أى محاولة إسلامية حقيقية لتصحيح المسار ) و لم يجدوا غير نفس من إستخدمهم لا-نظام حكم الشقلطوز سنينا طويلة لنفس الهدف ( يبدو أن "النجاح" الباهر شجعهم على ذلك ) ليتحول الإسلام بإستخدامهم إلى "معارضة" ( شفتوا الدنيا ؟!!!!!!! ) بل و معارضة مقزمة محجمة مقطوعة اللسان ( بل و "محظورة" !!! ) و معهم بعض ممن انفرد بهم الأمن الإجرامى عشرات السنين داخل السجون و المعتقلات ( من النوع المصرى ) و يتفاخر بأنه قد وصل بهم لدرجة "التوبة عن الفكر" ليظهروا فجأة يسعون للسلطة مباشرة ( بهذه الطريقة بالذات !!! و بإسم الإسلام هم أيضا !!! و لكن بشكل مستقل !!! ) بل و يظهر بالإضافة لكل ذلك "وجوه جديدة" ( رغم ما فعله "أمن الدولة" كل العقود الماضية !!! ) يسعون إلى السلطة مباشرة هم أيضا !!! بهذه الطريقة هم أيضا !!! و بإسم الإسلام هم أيضا !!! و لكن بشكل مستقل هم أيضا !!! ... إلخ و حتى بعد أن أصبح "الإسلاميين" أحزابا !!!!!!!!! ( متفرقة !!!!!!!! بل كثيرة !!!!!!!!! و قريبا متعارضة متنافرة متصارعة بل متقاتلة !!!!!!!! ) و وضعوا الدين تحت "الدستور" و تحت "القانون" و تحت "الحزب" و تحت "البرنامج" ( و أتمنى ألا يصبح قريبا تحت "المرشح" أيضا !!!!!!!!!! ) . فيكفى أنه قد أصبح أوتوماتيكيا و بأثر رجعى تحت "المبادئ فوق الدستورية" أيضا . أليس كذلك ؟ . بل و حتى بعد أن أمكنهم أن يستزلوا أو يجبروا هؤلاء "الإسلاميين" ليس فقط على المضى أكثر فى نفس الطريق المسدود بإحكام و إتقان !!! بل و أن يقبلوا الإستمرار ( و ربما دخول المزيد منهم !!!!!! ) فى "اللعبة" بنفس شروط و قواعد الشقلطوز السابقة لم تتغير إلا إلى الأسوأ !!!!!!!!!! ( قسها على المرجعية ) .
لا يزال هناك من يستميت من أجل المزيد و المزيد من محاولات وضع الإله تحت الطاغوت !!!! و كل ما فى الأمر بالنسبة لأخيك المسلم "الديمقراطى" هذا هو أنه "مفروم" و "مطحون" تماما هو أيضا لم يترك له الشقلطوز أى فرصة و لا حتى للحظات قليلة ( كالتى قرأت أنت فيها هذا الكلام ) يفكر فيها و لو حتى بقليل من العقل و المنطق فقط ( حتى باليد الخالية ) !!!!!!!!! .
حتى بعد كل هذا يهددنا الصليبيون من أعلى لأسفل ( من الخارجية الأمريكية !!! و الكونجرس الأمريكى !!! إلى الشعب المسلم مباشرة و علنا هذه الأيام !!! و ليس فقط -كما جرت العادة- إلى الشقلطوز الموضوع فوقهم !!!! ) إن جرؤنا على مجرد أن ننتخب هؤلاء الذين فرضوهم علينا هم أيضا و لكن وضعوا لنا علامة إكس عليهم . فهل يمكن أن نتخيل ( أنا و أنت ) حال هؤلاء الصليبيين إذا تمسكنا بديننا و بايعنا أميرا بالطريقة الإسلامية ؟ . اللهم أرنا ذلك اليوم .
و رأيى الشخصى أن هذا التغير الأخير فى إسلوب الصليب ( خاصة إن كان إضطراريا ) هو علامة خير و واحد من الأمور القليلة جدا التى تغيرت منذ الثورة و تجعلنا نصدق أننا فعلا قد قمنا بثورة و أنها فعلا ربما تكون قد نجحت فى تغيير شيئ يذكر .
أما المؤشر العكسى ( و ما يقلق حقا ) فهو أن شيلوك لم يظهر بعد ليقول : حسنا . لقد إقترض منى هؤلاء الذين إنتخبتموهم بالديمقراطية كل هذه السنين و لقد إقترضوا كل هذه المبالغ و إقترضوها بإسمكم أنتم و لا شأن لى أنكم لم يصلكم شيئ يذكر منها و سأجبركم أنتم على سدادها و كما ترون فإن حتى أحفاد أحفادكم لن يمكنهم سداد حتى مجرد الربا المستحق فقط ناهيكم عن أصل الدين و بالتالى و بما أنكم قد أصبحتم متحضرين بما فيه الكفاية بعد كل هذه الديمقراطية و بعد أن إستهلكتم كل هذه الأعداد من الحواسب الشخصية فلتجلسوا بهدوء لتسمعوا شروط العبودية و لنبدأ فى الوقت الحالى بإلغاء الصلاة و الصيام لأنها تعيقكم عن السداد ... إلخ .
بدلا من ذلك فإن الغرب الصليبى قد إزداد كرما مع "الحكام الجدد" ( بالربا الفاحش أيضا طبعا ) !!! . هل يمكن أن نتفاءل و نتخيل أن ذلك يعنى أننا ( رغم كل النهب و التخريب كل هذه السنين ) لا نزال قادرين على السداد ؟!!! .
هل سيسمح لنا "العالم الحر" أن نقول له : آسفين . إن الحسبة يجب أن تكون كما يلى : حتى لو وضعنا حساب فترة الإستعمار جانبا الآن فلنحسب حتى فقط إجمالى ما كان يجب ( و يمكن ) أن نحققه بالموجب منذ أن رحل الإستعمار الصليبى تاركا الشقلطوز العسكرى على رأسها ( بعد فترة تثبيت قدرها أربعة سنوات كاملة لا تزال مطموسة بالكامل فى تاريخنا ) مجموعا عليه حجم النهب الفاجر و الخراب الكامل و الدمار الشامل كل هذه السنين . أما تلك القروض التى تتحدث عنها يا شيلوك فيجب أن تكون لها حسبة خاصة ليس فقط لأنك تعلم تمام العلم أنها فرضت علينا رغم أن ديننا ينهانا عن الربا ( و لهذا حسبة خاصة أيها الصليبى ) بل و أيضا لأنها كانت السبب الرئيسى لبقاء الشقلطوز فوقنا كل هذه السنين و السبب الأول فى إستمرار النهب و التخريب لهذه الدرجة ( ثم نجهز الفاتورة التى يجب أن يسددها الغرب الصليبى لنا . ليس المال فقط !!! ) و على كل حال أرى أننا يجب أن نراجع تلك القروض قرضا قرضا لترونا نوعية "الضمانات" التى قدموها لكم ( و قبلتموها ) و نوعية "دراسات الجدوى" التى قمتم بها و على أساسها أعطيتموهم المزيد و المزيد ... إلخ لأننى أحد الواثقين أنه لو كان بإمكاننا أن نفعل بهذه الأموال أى شيئ ينفعنا ما كنتم قد أعطيتمونا سنتا واحدا . أما طريقة سداد مثل هذا النوع من القروض فهى أن نعطيكم الشقلطوز ذاته الذى إقترضها ( العدد الذى تطلبونه منهم ) و يمكنهم ( طبعا ) أن يشيروا إلى أى آخرين ( خارج الشقلطوز !!! ) وصل إليهم أى شيئ فإجمالى الفاتورة كان يمكن أن يبنى به بلدا أخرى جديدة بالكامل مختلفة تماما أيضا . أما إذا أمكن الإستمرار فى محاولة إجبارنا على ما ينهانا ديننا عنه و تسديد ما لم نقترضه و ما لم يصل إلينا منه شيئ بل كان السبب الرئيسى فى نهبنا و تدميرنا بكل هذا القدر فرأيى الشخصى أن تكون طريقة السداد هى أن نسدد إلى جهة أخرى غير شيلوك بعد التأكد من أنه لن يحصل منها على أى شيئ بل ستستخدم الأموال فى تدميره .
على كل حال فلقد كان الغرب الصليبى شديد الذكاء ( كعهدنا به منذ أن أصبح "كنيسة" -من أعلى لأسفل- و بدأ الحرب ضد الدين -الذى لا يأتى إلا من أسفل إلى أعلى- و أعطى مثالا بليغا من تاريخهم الطويل بمحاكم التفتيش مثلا ) و تسرع جدا هذه المرة أيضا فى محاولة قطف الثمرة ( منذ لحظة الإنتكاس الكامل و الإرتكاس التام فى سبعينيات السادات ) فانصرف الناس كلهم بسرعة ( مفهومة تماما ) عن ذلك الشيئ المسمى الديمقراطية بعد فرضها علينا بفترة قياسية ( جدا ) و أظن أن الغرب الصليبى يعلم تماما النسبة ( و النوعية ) الحقيقية لمن كانوا يذهبون للتصويت
( رغم كل شيئ ) فقد تعودنا أن نأتى بمثل تلك الأرقام من عندهم !!! . و لا أظن أن الأمر قد إختلف بأى حال فى باقى بلاد الإسلام التى أمكن للصليب أن يفرض عليهم ذلك هم أيضا فهم فى النهاية مسلمون هم أيضا و رغم الطمس و التشويه و التشويش و التعمية ... إلخ على مرجعيتنا بأحقر الطرق فإن ما يتبقى منها يكفى و يزيد لأن يفهم المسلمون بسرعة قياسية رغم كل الكذب و التدليس فى الإتجاه المعاكس . و أظن أن الأمر فى الفترة القادمة لن يخرج عن محاولة اللعب على وتر الدين ( الحساس جدا ) و محاولة إجبار أكبر قدر ممكن على الظهور فى مراكز الإقتراع إما "للدفاع عن دينهم" !!!!!! أو "لإغاظة الكفار" !!!!!!! أو "حتى لا يركبهم شنودة" .... إلخ مع ليس فقط الإبقاء على كل الكوارث بل جعل قواعد اللعبة أسوأ . و طبعا سيكون هناك من سيضطر إلى "حفظ النظام" و "توفير الأمن" و "تحقيق السيطرة" و "بسط السيادة" .... إلخ بعد القلاقل و الصدامات الحتمية و لن يحتاج لوقت طويل ليفهمنا أن "الإسلام" ما ينفعش . و إرجعوا لفترة أخرى أمواتا فى إنتظار الثورة فستصبحوا بعد تلك الفترة الإضافية فى وضع تفهموا فيه أوامر الصليب بشكل أفضل .
ما الحل ؟ .
واضح تماما أنهما خيارين فقط لا ثالث لهما : الإسلام أو الديمقراطية ؟ .
و واضح تماما أيضا أنه لا بد من أحدهما دون الآخر لأسباب لست أنا الذى أوجدتها و إنما فقط أشير إلى بعض منها .
و واضح تماما أيضا أن الإسلام هو الأسبق زمنيا بكثير و متجذر متأصل من أسفل إلى أعلى و لو كره الكافرون .
و واضح تماما أيضا من الذى يفرض و ما الذى يفرضه و بأى طرق ... و المجال لا يتسع للمزيد .
لكنى مسلم و لذلك فإننى أترك لك الإختيار .
إذا كنت ممن إختاروا الإسلام فأرجو أن تقرأ هذا الإقتراح البسيط الذى هو إجتهاد لفرد واحد يمكن أن يتطور و يتبلور لما هو أفضل بإذن الله و أكتبه بإختصار شديد .
لا أظن بعد كل ما فرضه علينا الصليب و "عشناه" مجبرين كل هذه السنين و بعد الحال التى أوصلونا إليها تحت لا-نظام حكم الشقلطوز و التى لم يعد بالإمكان إحتمال المزيد منها ( خاصة و أن الأمور لا يبدو أنها تتجه إلا إلى الأسوأ ) لا أظن أن هناك من يرى الحل فى أن نفرح ( بعد الثورة !!! بل بعد ما قيل لنا مرارا من أنها "ناجحة" ) بالمزيد من الأحزاب !!! ( التى عرفنا حقيقتها -أكثر من اللازم بكثير- من أول يوم !!! بل و لا تزال من نفس النوعية التى تسمح بها "اللجنة" ) و نكتفى بإنتظار المزيد من المرشحين !!! ( و الذين عرفناهم -أكثر من اللازم بكثير- هم أيضا من أول يوم !!! بل و لا يزالون من نفس النوعية التى يسمح بها "الأمن" ) ... إلخ لأننا بذلك قد أصبحنا "ديمقراطيين" بدرجة أكبر !!! أو ربما سيحصل هؤلاء ( بإسم الإسلام !!!!!!!!!!! ) على نسبة مقاعد أكبر !!! بينما أصلا تم إقحام الدين فى الموضوع بأكثر من طريقة كل منها أسوأ من أختها لتجد أن حتى دينك بدلا من أن يظل هو المرجعية قد أصبح مجرد وسيلة أخرى إضافية لإجبارك على لعبتهم الطاغوتية ذات القواعد التى وضعوها هم !!! بالإضافة إلى التلاعب حتى فى القواعد التى تم فرضها علينا قبل الثورة لتصبح الصورة أكثر ظلاما بكثير ( حتى الآن تحدثوا عن قصر الترشيح على الأحزاب !!! و العودة إلى فرض ما يسمى "القائمة النسبية" مرة أخرى !!! ... و البقية تأتى !!! ) بل إن حتى الجوانب الإجرائية من قبيل آليات التصويت و الفرز و باقى كل الكوارث التى بدعها الشقلطوز و التى خبرناها جميعا -أكثر من اللازم بكثير- كل هذه السنين السوداء الطويلة لا تزال كما هى لم تتغير بأى حال !!! ( إلا إلى الأسوأ ) .
بل و فوق كل ذلك نرى إستمرار رفض المواطن المصرى المدعو شنوده بتكرار و إصرار ( علنى ) ( و حتى الآن ) تنفيذ أحكام نهائية صادرة من أعلى محكمة تخص أحد أنواع التعاسة التى تفرضها كنيسته على أتباعها بل و تمادى الشنوديون فى البذاءة الجماعية العلنية إنطلاقا من كنائسهم لدرجة الإستمرار فى رفض سلطة الدولة عليهم جماعيا علنيا و من حيث المبدأ و بداية من "الإنجيل دستورنا" !!! و هى عبارة رغم بذاءتها الشديدة فى هذا السياق إلا أنها منطقية لأسباب عديدة منها أن آيات من قبيل 68 و 47 من سورة المائدة رغم أنها قيلت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ( و ثلث ) ( و كانت وقتئذ بعد كم سنة من وجود تلك الكتب فى أيديهم أصلا ؟!!! ) و لا زالت تتلى و تسمع و تقرأ و تكتب منذ ذلك الزمن البعيد ( بل و أيضا بعد هذا الذى قالوه -بالطريقة التى قالوه بها- و حتى الآن !!! ) إلا أنها تخص آخرين هم "أهل الكتاب" و "أهل الإنجيل" . و لم يحرك لا-نظام حكم الشقلطوز ساكنا بل و خرس تماما و بلع لسانه ( الطويل البذئ على الإسلام فقط !!! ) منذ ذلك الحين ( و حتى الآن !!! ) ( بل و حتى بعد أن فرض الشنوديون عليهم إصدار قوانين جديدة !!! بل و إصدارها على هواهم !!! رغم رفض الأغلبية !!! بل و فى هذا التوقيت قبل الإنتخابات مباشرة !!! بل و يرفضون بتكرار و بإصرار كل المحاولات التى قام بها القانونجية حتى الآن لإسترضائهم على حساب كل شيئ !!! ) بل و فى حين أن يصل الأمر أيضا بالشنوديين إلى التأجرم الجماعى العلنى و البلطجة و التخريب و الحرق و قطع الطريق ... إلخ رافعين أعدادا هائلة من الصلبان فى بلد المسلمين بل و يصل بهم الأمر لدرجة قتل أفراد الجيش ضربا بالصلبان ... إلخ فى سياق محاولة فرض المزيد من الأوضاع الإستثنائية الشاذة لهم داخل مجتمع المسلمين !!! منها محاولة فرض كوتا ( بالصليب !!! ) فوق المسلمين !!! و قبل الإنتخابات !!! ( و تعتبرهم بلاد الصليب "مضطهدين" !!! ) فى حين أن ذلك الطاغوت "المشقلط" لا يزال ( حتى بعد ثورة قيل لنا أنها ناجحة !!! ) تأخذه العزة بالإثم و يمنع المسلمين بإصرار و كبر حتى عن مجرد شعار فى الإنتخابات هو "الإسلام هو الحل" !!! رغم أن ذلك الشعار ليس له أى وزن أساسا حتى فى سخافات الإنتخابات لأنه بديهى أصلا بالنسبة للمسلمين .
ملحوظة : كيف لا تسمح الديمقراطية للمسلمين حتى بمجرد شعار إنتخابى هو "الإسلام هو الحل" بينما حتى لا يضايقها ( بل يسعدها كثيرا كثيرا !!! ) الشعار الديمقراطى الموحد لكل الأحزاب و المرشحين و هو "نحن هم الحل" ؟!!! .
هذا بالإضافة إلى نقطة هامة و هى أننا حتى لو تكلمنا عن الأحزاب وحدها فإننا ربما نكون قد تخلصنا من الحزب الوطنى ( كإسم ) و لكننا لم نتخلص من الذين أسند إليهم الشقلطوز دور "المعارضة" كل هذه السنين ( الشكلية المصطنعة التى إختلقها الشقلطوز الحاكم بالكامل منذ أن أعاد السادات فرض ذلك الشيئ المسمى "الديمقراطية" علينا فى سبعينيات القرن الماضى . و كانت تلك "المعارضة" مصممة ببراعة حتى تكون فارغة تماما من أى مضمون و لا تكون لها أى جذور فى المجتمع و لا يكون لها أى قاعدة شعبية بأى حال لأنها لا تعكس أى مبادئ حقيقية و لا أى توجهات لأى أحد و ليس لها أى أهداف شعبية و لا تعرض أى بدائل مقبولة ... إلخ و إنما فقط كانت تجتذب نسبة ممن يبحثون عن أى دور فى "اللعبة" و يقامرون على المستقبل و طبعا أبقى الشقلطوز الحاكم هذه "المعارضة" كل هذه السنين السوداء الطويلة فى وضع محكوم تماما "كبديل مرفوض بنفس القدر" ) و هؤلاء لا يريدون تغيير "المهنة" بعد الثورة بل علت أصواتهم و يبحثون عن دور أكبر رغم أنهم لم يعودوا البديل الوحيد للحزب الوطنى بل و رغم أنهم لا يزالون بعد كل هذه السنين ( خاصة بعد الثورة ) البديل المفروض هو أيضا و المرفوض بنفس القدر إن لم يكن بقدر أكبر فى كثير من الحالات و هو ما حدث فعلا بعد ذلك حيث لازال الإعلام يفرضهم علينا يتحدثون بإسمنا ليل نهار بل و إستماتوا فى فرضهم بدرجة أكبر بعد أن وضعهم الشعب فى حجمهم الحقيقى فى الإنتخابات .
و واضح تماما أنهم حتى لن يسمحوا لنا حتى بأن نقول لهؤلاء الذين قبلوا أن يصبح إسمهم "الإسلاميين" : آسفين ( جدا ) . حتى و إن كانت هذه "الشقلطة" ستستمر مفروضة علينا ( بعد كل ما فات !!!! بل و بعد الثورة !!! ) فلن ننتخب و لا حتى واحد منكم إلا إذا ( على الأقل ) كنتم وحدة واحدة لا تتجزأ إسمها "المسلمون" و نسحب منكم الثقة فورا إذا "تفرقتم" أو "إختلفتم" على الأقل قبل أن يسعى كل منكم على حده لنيل أصوات الكفرة المشركين ( الموحدة ) .
و بالتالى فإن الصليب ( و شقلطوزه ) لم يتركا لنا أى بديل سوى أن نحاول أن نفرض نحن إرادتنا و إختيارنا كمسلمين .
نظرا للنهب الفاجر و الخراب الكامل و الدمار الشامل الذى أصبحنا فيه ( بل و نحن فى مرحلة ما بعد ذلك و لكن هناك من لم يلحظوا بعد ) فيجب علينا البدء بتغيير أنفسنا حتى يغير الله ما بنا ( فقد قال هو لنا ذلك منذ 14 قرنا و يبدو لا يزال مصمما على رأيه ) و أيضا نظرا لأننا لا يمكننا البدء بمبايعة أمير نضعه فوق كوم الفساد و الخراب !!!!!!!!!!! فإننى أرى أننا مجبرون على الإختيار من أسفل إلى أعلى .
لنبدأ بعون الله من أكثر نقطة تؤلم الشقلطوز ( و غيره طبعا ) و هى المسجد الذى هو فى حد ذاته أفضل نقطة يمكن أن نتمسك فيها بالمرجعية و يتحقق فيها الإتفاق و نحسن فيها الإختيار ببصر و بصيرة من يقابلون بعضهم البعض خمس مرات فى اليوم كل يوم ( و ليسوا لا يرون بعضهم بعضا إلا مرة كل إنتخابات !!! ) و يرون بعضهم بعضا خمس مرات كل يوم لهدف كالصلاة ( و ليس للأهداف التى عرفناها جميعا !!! ) فالمساجد لا يزال فيها ( رغم كل شيئ ) نوعية ( و أعدادا ) من الناس مختلفة تماما عن النوعية ( و الأعداد ) التى نجحوا فى أن يستدرجوها إلى "مراكز الإقتراع" فى كل هذه السنوات السوداء الطويلة .
و بدلا من "الإسراف" المعتاد للطاغوت القضائى الذين لم يكفهم أن يكونوا سلطتين من السلطات الطاغوتية الثلاث للشقلطوز الحاكم هم الذين يصنعون القوانين الطاغوتية التى على أساسها يحدث هذا القرف كله أساسا ( و يبدلونها و يعدلونها كل مرة تقريبا و جربوا فينا خلاصة كل غباء سمعنا عنه فى أى مكان فى الأرض بعد تحويله لما هو أغبى بكثير غير طبعا الكثير من "الإبداع" الذى ليس له مثيل كل هذه السنين و لا أظن أنه قد حدث و أجروا الإنتخابات مرتين متتاليتين دون تعديل القوانين ) و هم "اللجنة" التى توافق على الأحزاب ( و ترفضها ) و هم الذين "يسرفون" على مراكز الإقتراع و هم الذين يفصلون بعد ذلك فى الطعون الإنتخابية ... إلخ بل و فوق ذلك كله رأينا من يخرج علينا من شيئ إسمه "نادى القضاة" ليعلق على نتائج الإنتخابات بعد صدورها !!! ) بدلا من هؤلاء الذين "أسرفوا على أنفسهم" فى كل إنتخابات الشقلطوز السابقة و يريدون الإستمرار ينفس الطريقة !!! و لا يزال الحال حتى بالنسبة لهم هم أنفسهم على ما هو عليه قبل الثورة دون أى تغيير كان !!! ... إلخ بدلا من كل ذلك يتم الأمر بإذن الله فى المسجد تحت "إشراف إلهى" من نوع مختلف تماما .
و يمكننا بإذن الله أن نبدأ بإختيار كناس الشارع ( "نبايعه" على النظافة مثلا ) ثم ( بعدما ننجح بإذن الله ) نختار باقى الأجهزة المحلية التى ظلت بداية التعيين فيها ( ضمن باقى الدولة ) بتقارير أمن الدولة و الواسطة والرشوة ... إلخ بينما فوق كل منها واحد تلو الآخر من صنف "الباشا" ( لأسباب مفهومة طبعا ) و ظل الأمر كذلك سنينا كثيرة جدا طويلة جدا تحولت فيها هذه الأجهزة ( طبعا ) إلى ما تحولت إليه ( و تم فرضه علينا رغم أننا مسلمون !!! ) . و يمكننا أيضا أن نختار من كل مسجد من يمثلنا حقيقة ( بمبادئ و أسس و منطلقات و نقاط بداية و أهداف و سبل و طرق و وسائل ... إلخ و بناءا على معايير أخرى هى -إضطراريا أيضا- مختلفة تماما -بل معكوسة- عما تم فرضه علينا فى كل هذه السنين السوداء ) و يتم التصعيد على مستوى الحى ثم المنطقة ثم المحافظة ... إلخ و أظن أننا مهما أسأنا الإختيار و نحن نطبق هذه الطريقة فإن النتيجة أفضل ( بدرجة لا يمكن شرحها !!! ) و أرخص ( بدرجة حاولت شرحها !!!! ) من أى نتائج يمكننا كمسلمين الحصول عليها بالطريقة "المشقلطة" المفروضة علينا فى هذا المضمار أيضا .
بالإضافة إلى أننى أظن أن هذا و لا حتى يتعارض مع قوانين الشقلطوز و ليس أمامهم من بديل سوى إما الرضوخ و إما إتخاذ خطوات إضافية أكبر فى طريق المزيد من الإجرام المباشر العلنى الفاجر ضد الإسلام و المسلمين ..
و أضيف هنا تصورا لبديل "ديمقراطى" أتخيله و أرى أن له الكثير من المزايا عن الوضع الحالى للإنتخاب الفردى بإستخدام الصناديق إياها . و أبدأ بأن أقرر بأننا الآن أصبح لدينا الكمبيوتر لفترة طالت و إرتقت هذه الأجهزة فى القدرات بدرجة كبيرة ربما تفوق الإحتياجات الفعلية الحالية بكثير و ذلك نظرا لعدم ظهور التطبيقات الحقيقية الجديدة بنفس معدل التطور فى الأجهزة و بالتالى فقد فكرت فى نظام بديل للنظام الإنتخابى الحالى ( ضمن محاولات تخيل لأنظمة أخرى تمت سرقتها من أوراقى الخاصة ) و يمكن كبداية تخيل تجميع شكاوى الناس الحقيقية و طلباتهم و إقتراحاتهم بإستخدام الكمبيوتر و تصنيفها و فهرستها ... إلخ لرؤيتها جماعيا و التعرف على أبعادها الحقيقية ( جغرافيا و إجتماعيا و ماليا و دينيا و طائفيا ... إلخ ) ثم مناقشتها جماعيا فى حلقات نقاش على الكمبيوتر و خارجه لمحاولة إقتراح الحلول و تحديد الأولويات و وضع الخطط ... إلخ و بالتالى لا يتبقى من عملية الإنتخاب سوى إختيار الفرد المناسب ليقوم بتنفيذ المطلوب بالطريقة المتفق عليها خلال الفترة المحددة ... إلخ . و يمكن طبعا تطوير النظام إنطلاقا من نقطة البداية هذه فى إتجاهات عدة منها مثلا أن نصل ( بسهولة ) لدرجة "صناعة القائد" بعد تحديد المواصفات المطلوبة فيه ثم بعد إختياره يتم تأهيله بالشكل المناسب لفترة مناسبة قبل توليه المنصب بل يمكن بسهولة أيضا تخيل تجهيز أجيال متتالية من المسئولين بداية من نقطة مبكرة فى النظام التعليمى ليتم مثلا فرز الطلبة ضمن المجموع بطريقة مناسبة لنكون مثلا الفصل الذى سيصبح وزير الصناعة من سنة كذا لسنة كذا ليتم إستغلال فترة التعليم فى تعريفهم بكل جوانب الصناعة فهذا يذاكر مشكلة كذا و ذاك مشكلة كذا و هذا يتخصص فى نوع من الشركات و يعايشها واقعيا و ذاك يتخصص فى قطاع آخر ... إلخ ثم بعد سنوات يجلسون لوضع الحلول و الخطط المستقبلية التى سينفذوها خلال فترة توليهم الوزارة حيث سيختاروا هم واحدا منهم ليكون الوزير و الباقون مستشارون له و يتم تقييمهم كمجموع طول فترة التأهيل و أثناء فترة التنفيذ . و من الواضح طبعا النقلة الكبيرة جدا التى حدثت عن الوضع الحالى الذى هو ضمن بقايا عصر ما قبل الكمبيوتر التى لا تزال مفروضة علينا .
أرجوك لا تبخل بهذه الرسالة على أخيك المسلم فقد يكون فى حاجة إليها .
ملحوظة :
الروابط المشار إليها سابقا فى هذه الرسالة هى لنتائج البحث فيما يسمى "الموسوعة الحديثية" لموقع "الدرر السنية" بإستخدام العبارات التالية بنفس الترتيب : "المؤمن للمؤمن" "فيما استطعت ، والنصح لكل مسلم" "ما لم يؤمر بمعصية" "الجماعة شبرا" "ما أقاموا فيكم الصلاة" "ستحرصون على الإمارة" "لا نولى هذا من سأله" "لا تسأل الإمارة" .
فى حالة ما لم تعمل الروابط السابقة لأى سبب فقد أضفت هذه الروابط التالية لبعض نتائج البحث بنفس العبارات تقريبا فى موقع "الإسلام" التابع لوزارة الشئون الإسلامية بالسعودية و بنفس الترتيب .

http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%85%d9%86+%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%85%d9%86&Type=phrase&Level=exact&ID=71509&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%85%d9%86%2b%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%85%d9%86%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d9%81%d9%8a%d9%85%d8%a7+%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b7%d8%b9%d8%aa&Type=phrase&Level=exact&ID=33783&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d9%81%d9%8a%d9%85%d8%a7%2b%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b7%d8%b9%d8%aa%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d9%85%d8%a7+%d9%84%d9%85+%d9%8a%d8%a4%d9%85%d8%b1+%d8%a8%d9%85%d8%b9%d8%b5%d9%8a%d8%a9&Type=phrase&Level=exact&ID=405931&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d9%85%d8%a7%2b%d9%84%d9%85%2b%d9%8a%d8%a4%d9%85%d8%b1%2b%d8%a8%d9%85%d8%b9%d8%b5%d9%8a%d8%a9%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9+%d8%b4%d8%a8%d8%b1%d8%a7&Type=phrase&Level=exact&ID=290665&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9%2b%d8%b4%d8%a8%d8%b1%d8%a7%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d9%85%d8%a7+%d8%a3%d9%82%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%a7+%d9%81%d9%8a%d9%83%d9%85+%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9&Type=phrase&Level=exact&ID=291155&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d9%85%d8%a7%2b%d8%a3%d9%82%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%a7%2b%d9%81%d9%8a%d9%83%d9%85%2b%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b5%d9%88%d9%86+%d8%b9%d9%84%d9%89+%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9&Type=phrase&Level=exact&ID=406019&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b5%d9%88%d9%86%2b%d8%b9%d9%84%d9%89%2b%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d9%84%d8%a7+%d9%86%d9%88%d9%84%d9%89+%d9%87%d8%b0%d8%a7+%d9%85%d9%86+%d8%b3%d8%a3%d9%84%d9%87&Type=phrase&Level=exact&ID=406041&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d9%84%d8%a7%2b%d9%86%d9%88%d9%84%d9%89%2b%d9%87%d8%b0%d8%a7%2b%d9%85%d9%86%2b%d8%b3%d8%a3%d9%84%d9%87%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0
http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d9%84%d8%a7+%d8%aa%d8%b3%d8%a3%d9%84+%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9&Type=phrase&Level=exact&ID=274614&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d9%84%d8%a7%2b%d8%aa%d8%b3%d8%a3%d9%84%2b%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0

بالإسلام أم بالدولة المدنية ؟

ليس هناك أى جديد فى أن يبغبغ ليل نهار أولئك الذين يفرضهم الإعلام علينا و لا يتيح أى مجال إلا لهم وحدهم ( و معهم بل قبلهم الكنيسة طبعا ) بشأن "الدولة المدنية" أى نظام حكم الكفر ذى المرجعية الوضعية المصطنعة المختلقة ( الطاغوتية ) و ذلك ( طبعا ) ليصبح للكنيسة مكانا فى الصورة و يكون لها أى مبرر و أى معنى من أساسه .
و هم طبعا يعلمون تمام العلم أن الإسلام ليس فيه على الإطلاق "دولة دينية" يتسلط و يستبد فيها "ظل الله فى الأرض" بسلطات مطلقة تماما يستمدها من "السماء" و يحكم بما يسمونه "الحق الإلهى" و يملك الأرض و ما عليها و من عليها ... إلخ لأن هذه "الدول الدينية" ترتبط كلها ( بلا إستثناء واحد ) بدين آخر غير الإسلام ( مختلف عنه تماما فى كل شيئ تقريبا ) و لذلك أمكن للبعض أن يحتكروه لأنفسهم !!! بل جعلوا أنفسهم هم المرجعية فى ذلك الدين !!! و ليس الإله !!! بعد أن وضعوا أنفسهم بين الخالق و مخلوقاته !!! و حولوا ذلك الدين إلى مهنة !!! و أداة سيطرة و تحكم و بطش و إستبداد !!! ... إلخ لينازع هذا الطاغوت ( الأسوأ فإن أحدا لا ينتخبهم هم أيضا ) ذلك الطاغوت الآخر على حساب البؤساء التعساء فى كلا الحالتين دون حتى أن يسأل أحد نفسه عن العلاقة بين إله ( آلهة ) الكنيسة ( الكنائس ) و بين إله ذلك المسمى "ظل الله فى الأرض" !!! . و على العكس من كل ذلك تماما نجد فى "الدولة الإسلامية" مرجعية واحدة ثابتة لا تتبدل و لا تتغير ( القرءان و السنة ) سارية على الجميع حاكما و محكومين على حد سواء مكتوبة مقروءة ( بل محفوظة تتلى ) بلغتنا التى لا تزال حية ( رغم كل شيئ ) و بالتالى فهى متاحة للجميع طول الوقت ليمكن لأى مسلم أن يقيس نفسه ( و غيره ) على هذه المرجعية بل و أن يفعل ذلك ذاتيا طول الوقت و بالتالى يكون كل مسلم قادرا هو فى حد ذاته ليس فقط أن يلاحظ بشكل فورى أى إنحرافات ( فردية أو جماعية ) عن المرجعية و لكنه أيضا قادر طول الوقت على التصحيح الذاتى الفورى التلقائى المستمر ( فرديا و جماعيا ) فليس فى الإسلام أى وصاية من أحد على أحد و لا أى سيطرة من أحد على أحد و لا أى واسطة بين المخلوق و خالقه ... إلخ .
أما شر البلية حقا فهو أن يستخدم الكثيرون عبارة "الدولة الدينية" كفزاعة للمسلمين أيضا !!! لإجبارهم على ما يدعون لهم أنه النقيض و أنه البديل الوحيد و هو "الدولة المدنية" ( و "الديمقراطية" و "العلمانية" و "الليبرالية" و "الحداثة" و باقى السطر الطويل كله ) فى حين أن كليهما لا مكان له فى الإسلام أساسا فلا يجب أن نخاف من هذه و لا يجب أن نسعى لتلك ( أو أن نسمح لأحد أن يفرضها علينا !!! ) خاصة و أن الإسلام ( و الحمد لله و الشكر له كثيرا على ذلك ) ليس فيه كنيسة أصلا و بالتالى فإننا فى الحالتين ينقصنا المكون الجوهرى الأساسى من الوصفات الغربية لنظم الحكم هذه و الذى لا تصلح بدونه و التى كان طغيانها و إستبدادها الأسوأ من طغيان و إستبداد الحكام حتى من النوع المشار إليه هو دافع تلك المجتمعات لمحاولات الخلاص و للبحث عن مرجعية أخرى ( منطقية بعض الشيئ ) للحكم و بالتالى فإن "الديمقراطية" ( أى "مرجعية الشعب" ) ليست فقط إضطرارية بالنسبة لهؤلاء بل غالبا تبدو لهم مقنعة و جذابة أيضا .
و أعطى مثالا لمدى السخافة فى هذا الذى يحدث بمن يفرض عليك تعاطى "العلاج الكيماوى" الخاص بالسرطان بمنطق عجيب هو أن يظل يخيفك و يكرر عليك أن السرطان مرض خطير و مؤلم ... إلخ فى حين تظل أنت تكرر عليه أنك لست مصابا بالسرطان الذى يعانى منه هو و إنما أنت تعانى من مجرد زكام و أنه من الحمق و السفه و السخف أيضا أن تتعاطى العلاج الكيماوى الخاص بالسرطان لعلاج الزكام !!! و غالبا يجعلك تغفل عن أن تناقشه فى الأضرار السيئة جدا جدا لذلك العلاج الكيماوى فى حد ذاته و التى تعانى منها أكثر بكثير كثير من الزكام !!! و التى هو مضطر لتحملها لعدم رغبته فى الإستغناء عن مسببات السرطان فى حين أن ذلك العلاج الكيماوى فى حالتك أنت هو الذى يمنع جهاز المناعة الذاتى ذى الفاعلية الأكيدة الذى منحك الله إياه من القضاء على الزكام .
و لا عجب طبعا أن هذه الكنيسة بالذات و أقليتها التى تفرض عليهم ما يدعون لهم أنه "دين" بل "الدين" بل "دينهم" مخلوطا بأطماع المزيد و المزيد من الكراسى و المناصب و القفز ( بالكنيسة !!! ) فوق رؤوس المسلمين بالإضافة إلى إدعاءات "الإضطهاد" ( و بالتالى تأجيج مشاعر "الثأر" و "الإنتقام" ... إلخ ) ممزوجا بأحط و أخس النوازع الطائفية و العرقية و العنصرية لهذه الأقلية التعسة .. إلخ هى التى يأتى منها أكثر الحديث عن "الدولة الدينية" و "الدولة المدنية" و تحاول هذه الكنيسة و أقليتها أن تجبر الأغلبية الساحقة المكونة من المسلمين أن تستمر تحت أحط أنواع تلك "الدولة المدنية" التى فرضها عليهم الإستعمار الصليبى طويل الأمد ( رغم ما يأمرهم به دينهم مشددا !!! ) ثم ترعرع فيها حتى الآن "الإختلال" الذى خلفه "الإحتلال" الصليبى طويل الأمد بينما هى نفس الكنيسة التى ظهرت على حقيقتها و هى أنها ليست حتى "دولة داخل الدولة" كما هى العادة مع الكنائس بل أصبحت "دولة خارج الدولة" و سارعت تلك "الدولة الدينية" فورا بمحاربة "الدولة المدنية" و قوانينها الوضعية و قامت فورا بلعب دور "رأس الحربة" لأقليتها التعسة المتخندقين خلفها و ضربت عرض الحائط ( و لا تزال !!! حتى الآن !!! ) بكل الأحكام القضائية المتتالية حتى مستوى أعلى سلطة قضائية فى مصر ( بإصرار و تحد و كبر !!! ) بمجرد أن تعدت تلك "الدولة المدنية" حدود أن تظل مفروضة على المسلمين وحدهم و مست فقط و لأول مرة أحد أنواع التعاسة التى تفرضها تلك الكنيسة على متاعيسها الذين قامت تلك الكنيسة فورا بشحنهم أكواما داخل الكنائس و هم يهذون ( ضمن مسلسل البذاءات التصاعدى ليس فقط ضد الدولة بل أكثر ضد الإسلام و المسلمين !!! ) صارخين "الإنجيل دستورنا" .
أكرر : لا عجب فهؤلاء هم أنفسهم الذين أعلنوا بعد ذلك بقليل جدا ما أسموه "الدولة القبطية" ( أى المفرغة من المسلمين ) فى نفس مصر التى يعيش فيها أغلبية ساحقة ( حوالى 95% ) من المسلمين و التى أعاش الإسلام هؤلاء المتاعيس فيها فى أمان لأكثر من أربعة عشر قرنا ( و هم على كفرهم و شركهم ) و واضح أنه قد حان الوقت لندفع ثمن ذلك غاليا جدا . و بالفعل و طبعا و بسرعة الصاروخ وجد هؤلاء المتاعيس الكثير من دول الصليب تفتح لهم سفارات لهذه "الدولة" و معهم إسرائيل ( طبعا ) فى القدس بالذات ( طبعا ) ... إلخ بينما لا يزالون يدلسون على المسلمين و يبغبغون بعبارات "الدولة الدينية" و "الدولة المدنية" و يلصقونها بالإكراه بالإسلام و بالمسلمين بل و فوق ذلك يذهبون إلى مراكز الإقتراع ليدلوا بصوتهم الموحد ( بأوامر من الكنيسة ) مرة للدستور ( ليرفضوا جماعيا البند الذى تحاول به الأغلبية حتى مجرد فقط أن يعرقلوا إصدار المزيد من القوانين التى تحاربهم فى دينهم و حتى بعد إجبار الأغلبية المسلمة -بالطريقة المعتادة- على صياغة فيها الكثير من النفاق و لا زالت تفتح الباب للتحايل ... إلخ ) ( صدقونى . و الله حصل فى مصر ) و مرة لإنتخاب مجلس الشعب و مرة لإختيار الرئيس ( بعد إبتزاز المرشحين ) ... إلخ فى دولة "الإحتلال الإسلامى الإستيطانى" الذى "يضطهدهم" أربعة عشر قرنا فى مصر "بلد الأقباط فقط" ...إلخ .
كل ذلك و لم يسألهم أحد بعد : لم لم تركزوا جهودكم على "دستوركم" ( فاكرينه ؟ ) خاصة فى "دولتكم القبطية" ؟!!! . بل و لم يسألهم أحد حتى عن وضع حوالى مليونين منهم سبق و غيروا دينهم جماعيا فى لحظة واحدة !!! ( و عااااادى خااااالص فى هذه البلد المشقلطة !!! ) و ما إذا كانوا سيصبحوا من مواطنى هذه الدولة الجديدة أم أنها فى الواقع "الدولة الأرثوذكسية" و ليست القبطية ؟!!! .
و أضيف ما يلى ببعض التحفظ نظرا لقصور إمكانياتى عن التحقق من صحته فى مصادره الأصلية و إن كان ( طبعا ) يبدو صحيحا و متسقا تماما مع باقى الأوضاع .
لو تركنا أقباط مصر بكنيستهم و دولتهم و "دستورهم" و نظرنا حتى إلى مجرد فقط بعض أمثلة قليلة ( لأن هذا هو فقط ما أمكننى الحصول عليه عن أكوام البلاد التى ترسم صلبانا كبيرة كثيرة على أعلامها و فيها الكثير جدا من الأحزاب التى يتضمن إسمها صفة "المسيحى" ... إلخ و لم أتعمد إختيارها من بين باقى تلك الدول الكثيرة لأى سبب ) لوجدنا الدستور اليونانى مثلا ينص فى المادة الأولى على أن المذهب الرسمى للأمة اليونانية هو مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وفى المادة47 أن كل من يعتلى عرش اليونان يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية ثم الدستور الدنماركى ينص فى المادة الأولى البند رقم 3 على أن المذهب الرسمى هو مذهب الكنيسة الانجيلية اللوثريه وفى البند رقم 5 على أنه يجب أن يكون الملك من أتباع الكنيسة الانجيلية اللوثرية ثم الدستور الأسبانى ينص فى المادة السادسة منه على أنه يجب على الدولة حماية ورعاية اعتناق وممارسة المذهب الكاثوليكى باعتبارة المذهب الرسمى لها وفى المادة السابعة على أنه يجب أن يكون رئيس الدوله من أتباع المذهب الكاثوليكى ثم الدستور السويدى الذى ينص فى المادة الرابعة منه على أنه يجب أن يكون الملك من أتباع المذهب الانجيلى الخالص و أيضا يجب أن يكون أعضاء المجلس الوطنى (مجلس الشعب) من نفس المذهب ثم الدستور الملكى العرفى المتوارث فى إنجلترا الذى ينص فى المادة الثالثه فيما يعرف بقانون التسويه على أنه يجب أن يكون الملك من أتباع كنيسة انجلترا ولا يسمح لغير المسيحيين أن يكونوا أعضاء فى مجلس اللوردات (مجلس الشعب) .
تلك خمس دول صليبية ( من تلك التى تصف نفسها كلها بأنها مدنية ديمقراطية علمانية ... إلخ ) كبرى فرضت كل منها هويتها الدينية بل أيضا المذهبية الطائفية العرقية العنصرية ... إلخ على دستورها وعلى المجتمع رغم وجود أقليات من ديانات أخرى بل ( طبعا ) وجود نسب يعتد بها من نفس الديانة لكن فقط "كنائس أخرى" . ثم لا يزال يأتينا من دول الصليب ( الصلبان ) بالذات الكثير بشأن "الدولة الدينية" و "الدولة المدنية" و يلصقونه بالمسلمين لمجرد أن حاولوا حتى فقط أن يختاروا ليحكمهم ( حتى بإستخدام نفس الطريقة المفروض عليهم و ضمن نفس الإطار المفروض عليهم ) من حتى فقط لن يحاربهم هو أيضا فى دينهم مباشرة من أعلى لأسفل أو أن حتى فقط يكتبوا فى دستورهم بندا يمنعه من أن يسن هو أيضا المزيد من القوانين التى تطعنهم مباشرة فى دينهم ... إلخ بل وصل الأمر ( و لأول مرة فى التاريخ ) لأن تفرض الأقلية ( 5%-10%) على الأغلبية ألا ينص الدستور على أن يطبقوا شريعتهم !!! و إنما يتحول دين الأغلبية إلى مجرد "مبادئ" و مجرد "مصدر" ... إلخ ليستمر عبدة الطاغوت القضائى يفرضون علينا التحاكم إلى ما تحول إليه ما إقتطعوه من ديننا تحت طاغوتهم بدلا من الدين ذاته !!! بينما فرضوا فى نفس الدستور أن يحتكم غير المسلمين إلى "شرائعهم" ( مباشرة و دون أن تتحول لا إلى "مبادئ" و لا إلى "مصدر" ) بل و تفرض نفس الكنائس ألا ينص الدستور على حرية الإعتقاد فيما يخص الأديان السماوية و إنما يفرضون التعميم ( أى فرض الكفر و الشرك على المسلمين فى مصر مباشرة و علنا بل و فى دستورهم هذه المرة ) بل و يصرحون بأنهم قد فعلوا ذلك من أجل البعض على وجه الخصوص كالبهائيين مثلا ( بدلا من أن يكون هؤلاء من ضمن من سينعموا بالحريات و الحقوق الدينية الكاملة طبعا فى "الدولة القبطية" بإذن الله ) . ثم يقال لنا أن من يفترض أنهم يمثلون الأغلبية المسلمة فى تلك اللجنة قد وافقوا على كل ذلك .
و رغم كل ذلك ينتهى الأمر بإنسحاب ممثلى الكنائس و لا عجب طبعا بل نحن نستحق أكثر من ذلك فلا يعقل أصلا أن آخذ فيما يخص شريعتى أنا رأيا ممن ليسوا فقط كافرين بها بل و هم أيضا مشركون بالله يحاربوننا فى ديننا بكل الطرق التى جعلوها علنية أيضا بكل إستعراض و تفاخر . بل و قد وضعت اللجنة لهم ( أولا !!! ) مادة من أجل أن تحتكم الأقلية إلى شريعتها فإعترضوا بعد ذلك على المادة التى تبيح للأغلبية الساحقة من المسلمين الإحتكام إلى شريعتهم !!! ( و لا حتى على الأقل بالمثل ؟!!! ) و إنسحبوا !!! . بل و وصل الأمر براكبهم الجديد للبذاءة المباشرة ضد الشريعة الإسلامية للأغلبية الساحقة من المصريين .
و أظن أنه لا يزال بالإمكان أن نسألهم عن إسم دولة صليبية واحدة فقط أدخلت مسلما ( أى لا تركبه و تسوقه كنيسة ) واحدا فقط فى عملية كتابة دستورها أو حتى أخذت رأى المسلمين فى أى شيئ يمت لدستورها بأى صلة أو حتى فقط ذكرت شريعتهم فى دستورها بأى شكل ... إلخ . بل على العكس تماما ( طبعا ) فهناك دول صليبية كبرى كبريطانيا مثلا لا تعترف بالإسلام كدين أصلا !!!! رغم نسبة المسلمين هناك !!! ( 2 مليون !!! ) و هناك ولايات فى أمريكا وصل بهم الحال لأن يعدوا قانونا يحظر على المحاكم حتى مجرد أخذ الشريعة الإسلامية فى الإعتبار عند إصدار الأحكام ... إلخ . بل و يمكن أن نكرر لهم نفس السؤال و لكن عن دولة صليبية واحدة فقط أشركت حتى كنيسة أخرى فى كتابة دستورها ؟ . ( واضحة ؟ ) .
بل إن واحدة من أكبر الكوارث على الإطلاق هى نقطة أن ينصوا على أن يكون الأزهر هو المرجعية فى تفسير الشريعة الإسلامية !!! بدلا من الدين فى حد ذاته !!! و كأنهم قد إختلقوا لنا نحن أيضا و لأول مرة فى الإسلام كله كنيسة تصبح هى "المرجعية" بل و أعلنوا هم أنها بهدف مبدئى واضح هو كبت و قمع شريحة لا يستهان بها من المسلمين و إستئصال وجهات نظرهم تماما ... إلخ فى حين أن الإسلام بالذات هو فى حد ذاته المرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير ( القرءان و السنة ) السارية على الجميع حاكما و محكومين على حد سواء مكتوبة مقروءة ( بل محفوظة تتلى ) بلغتنا التى لا تزال حية ( رغم كل شيئ ) و بالتالى فهى متاحة للجميع طول الوقت ليمكن لأى مسلم أن يقيس نفسه ( و غيره ) على هذه المرجعية بل و أن يفعل ذلك ذاتيا طول الوقت و بالتالى يكون كل مسلم قادرا هو فى حد ذاته ليس فقط أن يلاحظ بشكل فورى أى إنحرافات ( فردية أو جماعية ) عن المرجعية و لكنه أيضا قادر طول الوقت على التصحيح الذاتى الفورى التلقائى المستمر ( فرديا و جماعيا ) فليس فى الإسلام أى وصاية من أحد على أحد و لا أى سيطرة من أحد على أحد و لا أى واسطة بين المخلوق و خالقه ... إلخ و هذه هى أقوى نقاط القوة فى الإسلام و أكبر أسباب إنتشاره و صموده كل هذه القرون أمام كره الكارهين و حقد الحاقدين و مكر الماكرين و حروب الصليبيين و التتار ... إلخ بل أهم من ذلك كله عبث العابثين و سفه السفهاء و تسلط المتسلطين .
و وجدت نفسى مضطرا للتساؤل عن المسلمين أثناء حياة الرسول عليه الصلاة و السلام و بعده . و وجدت ( طبعا ) أنهم أقرب للإسلام الحقيقى منا بكثير ( إن لم يكونوا هم الإسلام و لسنا نحن ) رغم أنهم لم يكن لديهم لا أزهر و لا أبوحنيفة و لا أى شيئ من هذا القبيل .
و لقد كنت مع الرئيس مرسى لدرجة أن فكرت فى الإشتراك فى المظاهرات المؤيدة و كنت أنوى أن ألقى نظرة على مواد الدستور قبل أن أوافق أو أرفض . و لكن كان ذلك قبل موافقتهم ( بالإجماع !!! ) على كلمة "مبادئ" و كلمة "المصدر" و كلمة "الرئيسى" لتتضح اللعبة و هى وضعنا ( مرة أخرى إضافية ) أمام خيارين فقط لا ثالث لهما و لكن كليهما مرفوض . إما أن نوافق على هذا الذى فعلوه !!! و إما أن نرفضه فيصب رفضنا فى الخانة العكسية تماما إلى جانب أعداء الإسلام !!! .
و أنا لست من هواة التفكير بنظرية المؤامرة و لكن هذه هى المرة السادسة مثلا على التوالى منذ الثورة التى تتكرر فيها لعبة الإجبار على إختيارات محدودة جدا و كلها مرفوضة فى الإستفتاءات على الدستور و فى إنتخابات الشعب و الشورى و الرئاسة و تتكرر الآن مرة أخرى إضافية بشأن الدستور .
ملحوظة : كلمات "مبادئ" و "المصدر" و "الرئيسى" تعنى أنه لا يزال بإمكان طواغيت النظام القضائى أن يقتطعوا ما بشاءون من شريعتنا ( و يتركوا ما ليس على هواهم !!! ) فهى بالنسبة لهم مجرد "مصدر" . و يمكنهم بعد ذلك أن يفعلوا ما يشاءون بما إقتطعوه !!! و طبعا فإنهم سيختلفوا فى تعريف ما يندرج تحت كلمة "مبادئ" و ما ليس ضمنها غالبا لحين الثورة التالية . أما كلمة "الرئيسى" فتعنى بوضوح تام قدرتهم على أن يضيفوا إلى ما إقتطعوه ما يشاءون من أى مصادر أخرى تأتى على هواهم ليفعلوا ما يشاءون بعد ذلك بالخليط !!! . ليس هذا فحسب بل إن هذه الكلمات تعنى أننا لم ننجح فى التخلص من أكوام القوانين المناقضة للإسلام التى أبدعوها فى السنين السوداء الكثيرة الماضية !!! .
كل هذه الكوارث فى مادة واحدة ؟!!! و بعد إنسحاب الكنيسة و بنى علمان ؟!!! .
أن تتحالف الكنيسة مع فلول المؤخرات الحاكمة السابقة فهذا هو المفهوم و الطبيعى و التلقائى و المنطقى نتيجة الكثير من العوامل التى تخص الكنيسة كمبدأ و العوامل التى تخص محاولاتها لتكريس المزيد من الأوضاع الإستثنائية الشاذة لنفسها مما يستلزم إستمرار وجود المؤخرات فوق المسلمين و بالتالى نتفهم تماما موقفهم من ثورة 25 يناير ثم مواقفهم منذ ذلك الحين و لن يكون آخرها أوامر راكبهم الجديد لقطيعه أن ينزلوا جميعا إلى الشارع ( بطريقة "الفرصة الأخيرة" !!! ) فى ذروة الإستقطاب و الإنشقاق بل و بعد أن بدأ التصادم و التقاتل إلى جانب الفريق الذى يحاول فرض إرادة الأقلية بالخروج عن الشرعية المنتخبة ديمقراطيا بعد ثورة و التخلص من الشيئ الوحيد الباقى من القليل جدا الذى حققته الثورة و هو شخص الرئيس بعد نجاح طواغيت قضاء مبارك فى حل مجلس الشعب المنتخب فى مرحلة سابقة .
و فوق ذلك و ككل شيئ آخر تتفرد به هذه البلد المنكوبة فقد أدى الإستقطاب الذى حدث مؤخرا إلى أن يضع من يحاولون فرض الدولة المدنية و الليبرالية و العلمانية ... إلخ أنفسهم مع الكنيسة !!! و تضع الكنيسة نفسها معهم فى كفة واحدة !!! رغم أن تلك المبادئ كلها وجدت أصلا من أجل الخلاص من الكنيسة !!! . بل و نجد الكنيسة مع طواغيت قضاء مبارك فى نفس الكفة !!! رغم "سوابق" الكنيسة "الخارجة على القانون" ضد الدولة و القانون لدرجة الرفض المتكرر لتنفيذ أحكام القضاء بإصرار و إستكبار بل و تفاخر و إستفزاز حتى مستوى أعلى سلطة قضائية فى مصر !!! بل حتى أحكام الدستورية العليا بالذات !!! حتى الآن !!! ضمن خطوات الكنيسة لتكريس ليس حتى وضع "الدولة داخل الدولة" المعتاد من الكنيسة بل وضع "الدولة خارج الدولة" !!! بل و "الدولة الدينية" فى أسوأ صورها المعادية تماما !!! داخل "الدولة المدنية" التى يريدون أن تظل مفروضة على المسلمين فقط !!! . و مرة أخرى تنجح العداوة التى تحرقهم تجاه الإسلام فى أن تنسيهم جميعا كل شيئ و توحدهم صفا واحدا فى الحرب ضد الإسلام .
و رأيى هو أنه لا يوجد أصلا شيئ إسمه دستور توافقى أو دستور يمثل كل أطياف المجتمع أو دستور يوافق عليه كل الشعب ... إلخ . لم يحدث فى التاريخ و لا يمكن أن يحدث و من يطلب ذلك إما مخرف أو مهرج أو كلاهما معا . و كل ما فى الأمر هو أن هذه هى الطريقة الوحيدة التى يمكن بها للإعلام الفاسد أن يستخدم البعض ممن ليس لهم أى قاعدة شعبية و لا أى وزن حقيقى فى الشارع لإيهام الناس أن "الشعب" يقف فى نفس الخندق مع الكنيسة و طواغيت قضاء مبارك الفاسد و باقى الفلول !!! ضد الثورة !!! . و طبعا فإن هؤلاء و هؤلاء و هؤلاء يدركون تماما أن هذه هى فرصتهم الوحيدة لإبقاء الأوضاع المعكوسة مفروضة على الأغلبية المسلمة ( بل قالها راكب الأقباط الجديد صراحة !!! ) و لذلك نتفهم تماما طبعا أن يقاتلوا لآخر نفس لأنهم يعرفون تماما مصيرهم المحتوم لو أمكن للأغلبية الساحقة من المسلمين أن تتخلص من القرف المفروض عليها و تحكم نفسها بالإسلام .
و رغم أن هؤلاء هم الذين كانوا يبحثون لأنفسهم عن أى دور مستخدمين صيحات "التوافقى" و "كل أطياف المجتمع" ... إلخ إلا أنهم هم الذين إنسحبوا و قرروا الخروج على الشرعية ( المنتخبة للتو بعد ثورة !!! ) و بدأوا فى التظاهر ثم التصعيد الإضطرارى بلا أى سقف ... إلخ و للأسف فإن نسبة كبيرة من الذين يتظاهرون الآن هم من الفوضويين الذين يهاجمون أى شيئ و كل شيئ فى أى إتجاه و بأى طريقة . و هناك ( طبعا ) من يستغل الجهل المتفشى بيننا خاصة فى حالات الإنفلات الجماعى لننساق جميعا أكثر فى طريق المصادمات الشعبية-الشعبية و أظن أن أسباب نجاحهم فى إستقطاب هذا العدد تعود إلى حالة الإحباط العام بعد نجاح اللا-نظام ( الذى لا يزال قائما و لا يزال هو الذى يحكم فعليا ) فى تحجيم الثورة تماما و الوقوف بها عند حد مجرد تغيير فرد واحد هو شخص الرئيس مرسى و بقاء كل ما عدا ذلك ( الشرطة و الجيش و الإعلام و القضاء و المحليات ... إلخ ) على نفس حاله و نفس خرابه و فساده السابق بل إن حتى مجلس الشعب المنتخب تركنا طواغيت قضاء مبارك ( الذى لم تصل إليه الثورة بعد هو أيضا ) يحلوه . و بالتالى فإما أن يظل هذا الفرد الواحد عاجزا تماما عن أى شيئ و بالتالى ييأس أكبر عدد ممكن و يستسلموا و ينسوا الأوهام التى راودتهم مع بداية الثورة و إما أن يحاول ذلك الفرد الواحد أن يفعل أى شيئ و هو فى هذا الوضع ليصطدم به ( فورا وكل مرة ) كل الخراب و الفساد الذى لم تصل إليه الثورة بعد بأى حال و يتم تركيز الأضواء ( فورا و كل مرة ) على بعض الكومبارس الديمقراطى الذين لفظهم الشعب مرات ليتم إعادة فرضهم على الشعب مرات أخرى ( هم و الكنيسة ) و هم يتباكون على الشرعية و الحرية و القانون ... إلخ ليحاولوا بأى شكل دفع أكبر عدد ممكن من الغوغاء لأن يثوروا ( على الثورة !!! ) لتتسع دائرة المصادمات الشعبية-الشعبية و تتحقق "الفوضى الخلاقة" . و لا يمكن طبعا إلا أن نستغرب دور الإخوان فى هذا الإطار الذى يبدو من الجزء الظاهر من الأمور الذى يراه العامة أمثالنا كأنهم فعلا يتخيلون أنهم يمكنهم تغيير أى شيئ بتغيير شخص الرئيس وحده !!! بل و يبدو و كأنهم هم الذين وضعوا أنفسهم بأنفسهم فى هذا الوضع العجيب المريب الذى لم نتخيله وقت أن حدثتنا كونداليزا رايس عن "تغيير الأنظمة" و "الفوضى الخلاقة" و تساءلنا وقتئذ عن الكيفية التى سيدعون بها أن الشعب المسلم أسقط "الحائط الإسلامى" !!! ليفرضوا عليه الليبرالية و العلمانية و البتنجانية ... إلخ !!! . و هى الفوضى التى يريدها أيضا هؤلاء الكومبارس الديمقراطى الملفوظون بتكرار لأنها طريقهم الوحيد للوصول إلى السلطة فوق الشعب المسلم .
و لا يمكن طبعا أن نغفل عن مجهودات "الكوراس" الديمقراطى المكثفة الذين لا يزالون يصرخون بأعلى صوت كل هذه السنين ليحاولوا أن يقنعوا الشعب المصرى أنه ليس شعبا مسلما يريد الإسلام و لا أى شيئ من هذا القبيل و إنما المشكلة هى فقط أننا يوجد بيننا البعض القليل إسمهم "الإسلاميين" هم فقط الذين يريدون الإسلام !!! و هم الذين يحاولون فرضه على الباقين !!! ( و كأن غالبية المصريين هندوس مثلا !!! ) و يحاولون إقناعنا بأن صوت الإسلام الذى يصم آذانهم فى مصر سببه أن هؤلاء الإسلاميين ( و ليس هذه القلة من الكوراس الديمقراطى ) هم الذين يصدرون ضجيجا عاليا أكبر من حجمهم الحقيقى .
و يسعدنى أن أزيدهم غما و كمدا بأن أؤكد لهم بناءا على واقع عشته أكثر من 50 عاما فى هذه البلد ما يعرفوه تمام المعرفة و هو أنه و بإستثناءات لا تذكر فإن حتى العصاة و اللاهون من المسلمين لا يريدون إلا الإسلام و يتمنون اليوم الذى يتم فيه تطبيق دينهم و ليس هناك أى إرتباط بين ذلك و بين أن يكون الحاكم من الإخوان أو غيرهم .
و طبعا بعد كل ذلك لم يعد من الغريب أبدا أن ينضم لهذا الجانب الخارج على الشرعية طواغيت قضاء مبارك ليصل بهم الأمر ( هم أيضا !!! ) ليس فقط لمناطحة رأس الشرعية المنتخبة بل و أن يفعلوا ذلك بكل كبر و صلف و تفاخر فى وسائل الإعلام و لا أعرف كيف إعتبر أصلا طواغيت قضاء مبارك الفاسد أن عبارة "الشعب يريد إسقاط النظام" لا تشملهم ؟!!! . إن حتى تلك الكارثة المسماة "المحكمة الدستورية العليا" هى مجرد واحدة من الكوارث التى إختلقوها للسادات سنة 1971 مع دستوره الذى أسموه "الدائم" ( لاحظ معنى الكلمة ) .
يجب التعامل بمنتهى الحزم و الحسم و الشدة مع هذه الفئة من القضاة بالذات التى لم تتوقف عند حد و إنما أيضا إحترفت السياسة و ساقتها الأهواء و المطامع الشخصية و أصبحت تناطح الشرعية المنتخبة مرات بعد مرات و تصاعديا . و رغم أنه يفترض أن يكون عقابهم مشددا مغلظا مضاعفا بالنظر إلى مهنتهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر إلا أنه يمكن أن نكتفى بأن نطبق عليهم نفس قوانينهم التى أبدعوها و طبقوها علينا بكل إجرام فى الستين سنة الماضية من إجرام الدولة الممنهج المقنن الذى لا يتخيله عقل خاصة تلك المتعلقة بما كانوا يسمونه حماية النظام و الدولة و الرئيس و الشرعية ... إلخ و التى لا تزال كلها سارية و قابلة لأن يطبقوها فى أى وقت و أعطى مثالا واحدا و هو ذهاب طواغيت قضاء مبارك إلى ميدان التحرير ليتظاهروا !!! رغم قانونهم الذى يحظر تواجد أكثر من ثلاثة أفراد فى مكان عام !!! و يسمى ذلك "تجمهرا" !!! و يضع له عقوبة للأسف لا أتذكر إن كانت السجن المؤبد أم الإعدام !!! .
و أنهى بلقطة سريعة رأيتها فى نشرات الأخبار منذ فترة وجيزة لرئيس وزراء اليونان الجديد و هو يؤدى اليمين ..... للكنيسة ..... بينما الرئيس يجلس جانبا ..... و كل منهما يرسم صليبا ( يونانيا ) على نفسه ... إلخ . و رأيت على الإنترنت صورا لعدد كبير من رجال الكنيسة يقسم نواب المجلس النيابى هناك القسم لهم .
و لم أعد أضع علامات تعجب فالأمر واضح كل الوضوح و حقيقة و جوهر الأمر فى تلك الدول الصليبية يمكن أن نراه و نفهمه بوضوح حتى من مجرد ما يسمحون لنا برؤيته من الجزء الظاهرى من الأمور بينما هم يحاولون بإستماتة تكريس الأوضاع القائمة فى بلاد الإسلام و الإستمرار فى فرضها لفترات أطول ( هى أو بدائل أسوأ ) و هو موقف رغم التناقض المبدئى العجيب ( المعتاد ) إلا أنه مفهوم تماما لأن موازين القوى ( الدنيوية ) فى صالحهم بفارق كبير جدا لأن المسلمين قد إبتعدوا عن دينهم و بالتالى خسروا العامل الأساسى و الوحيد للإنتصارات الإسلامية الكاسحة التى كان الله يمنحهم إياها وفاءا لوعده لهم و التى أرجح أن الله قد تعمد أن يجعلها فريدة و لا-منطقية تماما بأى مقاييس دنيوية حتى لا يستطيع أى أحد أن ينسبها لغير الله أو أن يدعى لها أى أسباب أو أى مبررات أخرى ( خاصة أن كانت تخص المسلمين ذاتهم ) غير تمسكهم بدينهم .
بل و يمكن بسهولة شديدة أن نرى بوضوح تام الحكمة الإلهية البالغة فى أن يمنح الدنيا كلها تقريبا ( معظم الأرض المعروفة وقتئذ ) لمن كانوا ( حقا و صدقا و فعلا ) لا يريدون الدنيا بأى حال بل كل إهتمامهم منصرف عنها تماما إلى الآخرة التى يركزون كل طاقاتهم ليحصلوا على الدرجات العليا فيها و الدنيا بالنسبة لهم ليست إلا مجرد معبر إجبارى قصير جدا يجب الإلتزام فيه ببعض التعليمات ( الدين ) للوصول إلى تلك الغاية . و يمكن أن نلحظ بسهولة النتائج الباهرة لذلك فعلى سبيل المثال الواحد و فى غضون سنوات قليلة ( جدا ) و بمجرد جمع زكاة المسلمين و صدقاتهم و الغنائم ( التى تؤخذ من المحاربين فقط ) و خراج الأرض ( و فقط دون فرض أى ضرائب !!!!!! ) لم يعد هناك فقير فى كل هذه الرقعة الشاسعة بل أصبح كل محتاج يحصل على ما يكفيه ثم يتم نقل الفائض فقط إلى بيت المال لإستخدامه فى الإنفاق العام كالجهاد و تعبيد الطرق ... إلخ . ملحوظة : الجزية ( أى أجر يوم فى السنة ) رقم صغير جدا إلى جانب ذلك .
و لا عجب فقد حدث هذا الذى أشير إلى جانب منه بينما كان عمر بن الخطاب ذاته لا يزال ينام تحت نفس الشجرة بلا حتى حارس واحد بل إبتلى الله المسلمين فى الإتجاه العكسى تماما بأن فاض المال و طفح ( بسرعة جدا ) فى بيت المال و أصبحت الإمارة مطمعا و مغنما ليرسب المسلمون بجدارة فى هذا الإختبار الأصعب و يحدث ما حدث و الذى يمكن أن نراه بمنتهى السهولة و بكل الوضوح التام فى الفرق بين "لقد وليت عليكم و لست بخيركم ...إلخ" و بين "إنى أرى رؤوسا قد أينعت و حان وقت قطافها ... إلخ" بعد سنوات قليلة جدا و يظهر طبعا بسرعة الصاروخ حكام القصور و الجوارى و المعازف و الرقص و الشعر و الخمر ... إلخ و طبعا بعد فترة قياسية ينازع بعضهم بعضا و يتقاتلون على الإمارة و ينشع الخراب فى الإتجاه التلقائى من أعلى لأسفل و تتوقف تماما الفتوحات الإسلامية بالطريقة الإلهية المعجزة و يتحول الأمر إلى مجرد حروب من النوع المعتاد بين قوى عسكرية بالتوازنات الدنيوية ليصل الإنحطاط التدريجى المستمر ( و المنطقى جدا بل الحتمى ) لحال المسلمين إلى ما أصبحوا عليه الآن و نفهم تماما مبررات إستماتة الغرب الصليبى و الشرق الكافر معا فى مساندة المؤخرات الموضوعة فوق المسلمين لتصمد لأطول فترة ممكنة . لنرى ( طبعا ) المزيد من هذه الحكمة الإلهية فى تعاليم الرسول محمد عليه الصلاة و السلام ( ذات الطابع الإستباقى التحفظى المعتاد من الرسل ) و تحذيراته للمسلمين بهذا الصدد و هناك الكثير من ذلك أشير منه إلى مجرد عينة فقط فى الحديثين التاليين

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%81%D8%AC%D8%B9%D9%84%D9%87+%D9%81%D9%89+%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+&phrase=on&xclude=°ree_cat0=1

و الحديث التالى:

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D9%88%D9%87%D8%A7+&phrase=on&xclude=&s%5B%5D=6216&s%5B%5D=3088

و ليس هنا أى مجال للكثير جدا مما يمكن أن نرصده فى النموذج الإسلامى للحكم بالإضافة إلى هذا الجانب الإقتصادى الإجتماعى الذى أشرت إليه وحده بعجالة شديدة . فيكفى أن الإسلام قد أخرج الخلق فى كل هذه الرقعة الشاسعة من ظلمات عبادة الأحجار ( الجزيرة العربية ) و النار ( الفرس ) و ساترن ( تعمدت إختياره ) و يوليوس قيصر ( الرومان ) و باقى أنواع الكفر و الشرك إلى عبادة إلههم الواحد خالق كل شيئ و كان لذلك توابع كثيرة لا مجال للخوض فيها هنا فمثلا ساد العدل المطلق ( و للجميع ) فى كل هذه الرقعة الشاسعة و ساد الأمان المطلق أيضا ( و للجميع أيضا و بدون "شرطة" و لا "قضاء" و لا "قوانين" ... إلخ ) بعد دحر إمبراطوريتى البطش و القهر و الظلم و القضاء التام على دولة الفرس و دحر الرومان حتى الموانع الطبيعية التى لم يمكن لمن جاءوا من جهنم صحراء شبه الجزيرة العربية أن يخوضوا فيها أكثر ( جبال الثلج فى أوروبا ) و لا مجال حتى لمجرد الإشارة إلى ما ظل الفرس و الرومان يفعلونه بالخلق لحين أن دحرهم الإسلام و أكتفى فى هذا المجال بسؤال بسيط عن نسبة العبيد فى روما ( و نوعيتهم و طريقة إستعبادهم و طريقة حياتهم ... إلخ ) مقابل نسبة العبيد فى دولة الإسلام التى كان المصدر الوحيد لهذه النسبة فيها هو المقاتل الذى يقاتل الإسلام أى أن علاقته بالإسلام هى "قاتل أو مقتول" و يتم أسره و هو يحاول "بإستماتة" و لآخر لحظة فرض أحد هذين الإختيارين على الإسلام و بدلا من قتله كان يتحول إلى عبد فالإسلام لم يرتكب أى مذابح من النوعية التى إعتادت عليها البشرية وقتئذ و لا حتى ضد هؤلاء ( و هو أيضا أمر منطقى فالإسلام لم يذهب ليستهدف هؤلاء فى حد ذاتهم و ينتصر عليهم فى مواجهة دنيوية بينه و بينهم و إنما على العكس تماما كان المسلمون يضحون بأموالهم و أنفسهم و يتحملون المشاق العظام من أجل أن يطلقوا سراح هؤلاء من تحت الطاغوت و يوصلوا الدين لهم و لا ينتظرون أى مقابل سوى من الله و فى الآخرة ) و طبعا لا مجال إلا لمجرد إشارة عابرة فقط لما هو بديهى أصلا ( لكنى مضطر للإشارة إليه ) و هو أن هؤلاء هم الذين وضعوا أنفسهم فى هذا الوضع ( أو وضعهم فيه من يركبونهم و ليس الإسلام و لمجرد أن يبقوا كل الباقين أيضا مركوبين تحت الطاغوت و لا يدخلوا الإسلام ) و هو الوضع الذى يختلف تماما عن وضع الكثيرين ممن لم يصلوا لدرجة أن يقفوا فى جيش ليحاربوا هذا النوع من الدين لكنهم فى الوقت نفسه بعد أن أطلق الإسلام سراحهم من تحت الطاغوت لم يدخلوا الإسلام و إختاروا أن يظلوا على دينهم ليعيشوا أحرارا داخل المجتمع الإسلامى متمتعين بكل المزايا التى أحاول الإشارة المختصرة إختصارا مخلا إلى عدد محدود جدا منها . و طبعا كان من المنطقى تماما أن تدخل النسبة الغالبة من هؤلاء و هؤلاء فى الإسلام بعد أن عرفوا حقيقته بعد أن كادوا أن يهلكوا أنفسهم و يذهبوا ليقابلوا ربهم و هم يقاتلوه و هو الأمر الذى من الواضح تماما أنه لا يزال بعد كل هذه القرون يستعصى على الفهم تماما عند النظر إليه من جهة المركوبين .
و طبعا لا مجال للحديث عن كيف أن الإسلام بالإضافة إلى أنه ليس هو الذى إخترع العبودية فإنه أيضا قد ضيق تماما المدخل إلى العبودية بينما وسع تماما المخرج و جعل عتق الرقبة كفارة للذنوب ... إلخ و بالتالى فإن حتى هذه الحالة الإستثنائية تحولت النسبة الغالبة منهم إلى أحرار بعد ذلك و لا مجال أيضا للإشارة إلى الكثير بشأن وضع حتى العبيد فى المجتمع الإسلامى ( و المقارنة ) . و أكتفى بهذه الأحاديث كمجرد عينة بسيطة مما أحاول الإشارة إليه

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A3%D8%B7%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%87%D9%85+%D9%85%D9%85%D8%A7+%D8%AA%D8%A3%D9%83%D9%84%D9%88%D9%86&phrase=on&xclude=°ree_cat0=1

و الحديث التالى

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A8%D8%A7%D8%B9+%D8%AD%D8%B1%D8%A7&phrase=on&xclude=&s%5B%5D=6216°ree_cat0=1

و الحديث التالى

http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&TOCID=674&BookID=25&PID=2848

بينما لا يزال يحلو للبعض أن يتهم الإسلام بأنه هو الذى لم ينشئ حضارة !!! بل يتهموه بأنه هدم ما يدعون أنه الحضارة !!! لمجرد أن الإسلام هو الذى جعل الناس أحرارا و أخرجهم من ظلمات الكفر و الشرك إلى النور و عبادة الإله الواحد خالق كل شيئ ( و لازلنا حتى الآن بعد كل هذه القرون نعيش فى آثار هذا النور رغم كل شيئ ) بدلا من أن يتسلط هو الاخر ( بالعنصرية و للأهداف المادية الدنيوية بل حتى بما أسموه "الشرف" !!! ) على شعوب بأكملها ليبيدها و يستعبدها ... إلخ ليحولهم إلى آلات قتل محترفة يرتكب بهم المزيد من المذابح أو ليقتل نسبة كبيرة منهم فى ظروف لا آدمية فى صقيع حقول أوروبا أو ليبنى بهم أهراما أو قصورا أو ينحت بهم تماثيلا بذيئة و نافورات ... إلخ بل حتى يتسلى بأن يجبرهم على قتال بعضهم البعض حتى الموت فى ملاعب يفرح بها جدا حتى الآن مدعو "الحضارة" بينما لا تزال الكنائس ( أى إستهداف المسلمين المدنيين العزل لقرون بمذابح و مجازر "الحروب الصليبية" بل و "محاكم التفتيش" أيضا !!! ) تقول لمن يركبوهم ( بكل طريقة ) أن المسلمين هم "البرابرة" فيقولوا لها "آمين" . و لا عجب طبعا .
هل يمكن أن نعقد مقارنة ( أو نطلب من الغير أن يعقدها ) بين النقلة الحضارية التى أوجدها الإسلام من الجاهلية و حرب البسوس ... إلخ إلى الإسلام و "خير أمة أخرجت للناس" ... إلخ و بين النقلة التى أوجدها الغرب نتيجة الصناعة و ما يطلقون عليه "المدنية الحديثة" مثلا ؟!!! . بل هل يمكن حتى أن نقوم بهذه المقارنة مع إغفال العامل الدينى تماما ( !!!!!!!!!!!! ) و القياس فقط على النقلة التى حدثت فى حياة الناس فى الحالتين ؟!!! . بل حتى بدلا من كل ذلك نحاول فقط الرد على المقولة الغربية المعتادة أن الإسلام إنتشر بالسيف لنعمى أنفسنا تماما عن جميع العوامل الأخرى و لا نرى إلا القتال فقط لنقارن بين القتال ( وحده !!! ) فى الإسلام و بين القتال عند الآخرين من حيث الدوافع و المبادئ و الأسس و المنطلقات و الأهداف و السبل و الطرق و الوسائل ثم النتائج و العواقب و التبعات ... إلخ .
و لقد أشرت إلى عينة أخرى من نفس هذه النوعية المعتادة من أحاديث رسولنا عليه الصلاة و السلام و لكن تتعلق بالإمارة ( أى "نظام الحكم الإسلامى" ) ( من حيث المبدأ و من حيث الهدف و من حيث الوسيلة ... إلخ ) فى رسالة تالية فى نفس هذه الصفحة بعنوان "بالإسلام أم بالديمقراطية" أرجوك أن تقرأها لنهايتها فهى تكمل جزءا مهما من الصورة .


انشرها جزاك الله خيرا.


يمكن قراءة أحدث نسخة من هذه الرسالة و باقى الرسائل على الشبكة فى أحد العناوين التالية :

http://www.mhasfour.wordpress.com
http://www.mhasfour.blog.com
http://www.moshrekomisr.blogspot.com
http://www.kondalisa.maktoobblog.com

و يمكن تنزيل كل الرسائل كملفات من أحد الروابط التالية :

http://www.megaupload.com/?f=9ETXHET7
http://www.filefactory.com/f/94a6bf757acfefdb



مسلم مصرى
مصطفى حسنين مصطفى عصفور
التاريخ : 18 يونيو 2012